أكّد رئيس الكنيسة الانجيلية في حلب القس ابراهيم نصير أنّ مسيحيي سوريا متمسّكون اليوم بالبقاء في أرضهم أكثر من أيّ وقتٍ مضى، لافتًا إلى أنّ الشعب السوري هو من سيدافع عن المسيحيين وبقائهم.
وشدّد نصير، في حديث لـ"النشرة"، على أنّ من يعتقد أنّ المسيحين اليوم هم الحلقة الأضعف في سوريا "واهم"، وقال: "لا شك أنّ استهداف المطارنة والآباء قد يكون بإطار خطة لتهجير المسيحيين من سوريا، لكننا نعي تمامًا أنّ الهدف الأول من هذه الأفعال وبالتحديد قضية المطرانين وراهبات معلولا هو الضغط على القيادة السورية لتوظيف عمليات الخطف لتحقيق مصالح خاصة".
تهجير المسيحيين سيفشل
ولفت نصير إلى أنّ من ينتمون إلى "جبهة النصرة" بمعظمهم ليسوا من السوريين، لافتًا إلى أنّهم غرباء ولا ينتمون إلى المجتمع السوري. وقال: "لدى هؤلاء أجندات واضحة تهدف لتشويه صورة المواطن السوري الذي اعتاد على مرّ التاريخ بناء الحضارة وتقديم العلوم للمجتمعات، لكن من يعلم تركيبة المجتمع السوري يدرك تمامًا أنّهم سيفشلون".
وفيما أشار إلى أنّ كلّ المضايقات التي يتعرّض لها المسيحيون السوريون اليوم "مؤلمة وتترك آثارًا سلبية على المجتمع المسيحي"، أكّد أنّ الله والقيادة السورية والشعب السوري لن يتركوا إخوانهم وخصوصًا في زمن الميلاد المجيد. وقال: "تهجير المسيحيين محاولة فاشلة فهنا جذورهم وأرضهم، وهنا لمست السماء الأرض".
نحن بصدد الغزو اللاديني
ونفى نصير وجود أيّ معطيات جديدة بملف المطرانين المخطوفين يوحنا ابراهيم وبولس اليازجي، لافتًا إلى أنّهما بخير، وأضاف: "نحن لم نستغرب استهداف معلولا وتهجير أهلها كما استهداف دير مار تقلا"، وسأل: "ألم يدمروا ويخرّبوا ويقتلوا في العامين الماضيين؟ ألم يستهدفوا الكنائس والأماكن المقدسة في مختلف المناطق السورية؟" وشدّد على أنّ "من يستهدفون الكنائس والجوامع لا يمتون للدين الاسلامي بصلة"، وقال: "نحن بصدد الغزو اللاديني".
وعن الوضع الميداني في حلب، أشار إلى سقوط الكثير من الشهداء المدنيين، آخرهم في اليومين الماضيين نتيجة ضرب المسلحين للمناطق بقذائف عشوائية. وقال: "بالرغم من كلّ ما نتعرض له اقتصاديًا واجتماعيًا وميدانيًا فإنّ الإخوة هنا مصرّون على البقاء حتى أنّ من غادروا أبلغوني برغبتهم بالعودة في أول فرصة سانحة".