أكد عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، جميل مزهر، أن الجبهة الشعبية لا زالت وفيةً لدماء الشهداء والتضحيات الجسام التي قدمها الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، على طريق الحرية والعودة والاستقلال، لافتاً إلى أن الجبهة كانت وفية لقادتها العظام وعلى رأسهم أبو علي مصطفى، إذ أن الرد على اغتياله طال رأس التطرف الإسرائيلي في حينها رحبعام زئيفي وزير السياحة الإسرائيلي، لتؤكد أنها وفية لقادتها وقادرة على مواجهة الاحتلال الإسرائيلي بكافة السبل.
مزهر وفي حديث أجراه معه مراسل "النشرة" في فلسطين محمد فروانة، تزامناً مع ذكرى انطلاقة الجبهة الشعبية السادسة والأربعين، قال إن هذه العمليات الفريدة التي تمكن من خلالها أبطال الجبهة الشعبية من اغتيال زئيفي، تعتبر نوعية في تاريخ الثورة الفلسطينية، مشيراً إلى أن "الجبهة لا زالت تواصل النضال والمقاومة بكل أشكالها من أجل تحقيق أهداف وتطلعات وطموحات شعبنا الفلسطيني الذي ناضل وقاتل واستشهد في سبيل الأرض والحرية والكرامة".
الجبهة لا زالت وفية للوحدة
وأوضح مزهر ان الجبهة الشعبية لا زالت وفية للوحدة الوطنية وتعمل ليل نهار لأجل استعادتها بين شطري الوطن قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة، وإنهاء حالة الانقسام، وتعتبر أن الوحدة الوطنية هي صمام الأمان في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي الذي لا زال يمارس "حماقاته تجاه أبناء شعبنا ويسلب ويهوّد الأرض والمقدسات"، مؤكداً أن "الوحدة الوطنية يمكن من خلالها أن نواجه كل المخططات الإسرائيلية، والجبهة تعمل من أجل كل ذلك".
وأضاف مزهر: "لا زلنا نواصل النضال بكافة الوسائل والأشكال وهذا هو سبيلنا وطريقنا، وسنبقى أوفياء لشعبنا وتضحياته حتى تحرير الأرض".
الشعب الفلسطيني بحاجة إلى بديل
وردًا على سؤال حول وجود صعوبات تواجه الجبهة الشعبية من خلال وجود حركة "حماس" على رأس الحكم في قطاع غزة، قال مزهر إن الانقسام الفلسطيني ولّد سياسات أضرت بالنسيج الاجتماعي وهي تقوم بالحفاظ على السلطة والمكتسبات التي تحققت في إشارة لحركة "حماس"، لافتاً إلى أنّ هناك قمعًا للحريات ولا يوجد حرية كاملة في العمل السياسي والمجتمعي، فضلاً عن القيود التي تفرضها السلطة القائمة في قطاع غزة.
واعتبر عضو اللجنة المركزية أن الشعب الفلسطيني بحاجة إلى بديل وطني ديمقراطي تقدمي في ظل حالة الاستقطاب والهيمنة والتفرد بالسلطة سواء في غزة او الضفة الغربية المحتلة، سيما وأنه جرب كلا الفريقين في السلطة ولم ينجح في تحقيق الأهداف الوطنية، وقيادة هذه السفينة إلى بر الأمان.
وشدد مزهر على أن المواطن الفلسطيني يبحث عن بديل، مؤكداً في الوقت ذاته أن الجبهة ومعها القوى التقدمية والديموقراطية، يمكن أن تشكل بديلا في مواجهة قطبي الصراع اللذين هيمنا على السلطة واستفردا بها وبمكتسباتها.
وتابع مزهر: "هذا يفرض على الجبهة الشعبية مسؤولية عالية بأن تنهض بدورها وتعمل مع كل القوى من أجل أن تناضل وترفع طموحات وآمال الشعب الفلسطيني الذي يتطلع للوحدة الوطنية، وهذه القوى يمكن أن تحمل همومهم ومشاكلهم وقضاياهم وتعمل على معالجة كل الاشكاليات الاجتماعية، إضافة إلى مواصلة الخط الوطني من أجل استكمال مسيرة النضال بكل أشكاله".