أكّد رئيس "هيئة التنسيق السورية المعارضة" في المهجر هيثم منّاع في حديث لـ"الأخبار" أنه و"منذ شهور قامت الأمم المتحدة بنوع من الاستطلاع، فوجدت أن شعبية الائتلاف تحظى في أحسن الأحوال بنسبة 5%، بينما تجاوزت شعبية الهيئة 13%، كرروا التجربة بعدها بشهرين، فوجدوا أن نسبة تأييد الائتلاف انخفضت إلى 3%، وتجاوزت نسبة تأييد الهيئة 20%".
ورأى منّاع أن المشكلة "ليست في عقد جنيف، المشكلة في إنجاحه. ولإنجاحه، لا بد من عوامل ذاتية وموضوعية، والعامل الذاتي الأهم: توصل المعارضة إلى وفد مقنع وكفء، أما العامل الموضوعي الأول فإزالة العقبات أمام الخروج بوفد يمتلك شرعية تمثيل أكبر شريحة ممكنة من الشعب السوري، وهناك عوامل موضوعية أخرى مهمة، يجب على المجتمع الأوروبي رفع العقوبات الاقتصادية عن الشعب السوري، ويجب على النظام السماح بإيصال الغذاء للجميع، والإفراج عن جميع المعتقلين. يجب أيضاً على المسلحين إطلاق سراح جميع المخطوفين، من المطرانَين، إلى الراهبات، إلى النساء اللواتي اخُتطفن من ريف اللاذقية الشمالي".
أوضح منّاع أن التوافق الأميركي ـــ الروسي الأساس حول جنيف نصّ على أن"يتولىّ الروس أمر وفد النظام، والأميركيون وفد المعارضة، مع حق كل طرف بالفيتو وطلب التغيير من خلال الأخضر الابراهيمي". ونفى في الوقت نفسه علمَه بحصول توافق أميركي ـــ روسي جديد حول هذا الملف، وأضاف: "في حال حدوث توافق من هذا النوع فليذهب سوانا، نحن لن نذهب إلى مؤتمر يراد إفشاله سلفاً".
ولم يستغرب منّاع اللهاث الأميركي لفرض هيمنة الائتلاف على وفد المعارضة السورية: "هناك من يسعى بقوّة لحصول ذلك، الخليجيون بالدرجة الأولى، وقد حاولت دول مجلس التعاون تسويق الائتلاف بالقول إنها لا تعترف إلا به، كما حاولت ذلك عبر الجامعة العربية"، مضيفاً: "أخيراً عاد الملف إلى المناقشة من جديد، وأعلن الروس أنهم مع وفد يضم الأطراف الثلاثة الأوسع تمثيلاً للشعب السوري: الائتلاف الوطني، هيئة التنسيق، والهيئة الكردية العليا. سعى الأميركيون لاجتذاب الهيئة الكردية العليا، ولكن كان هناك فيتو تركي على الحزب الأكبر فيها وهو الاتحاد الديمقراطي. أما باقي الأحزاب الكردية فمنها من انضم إلى الائتلاف ومنها من ظلّ متأرجحاً، وبقيت هيئة التنسيق هي الرقم الصعب بالنسبة إلى الأميركيين".
وأكد منّاع أن روبرت فورد طرح عليه انضمام الهيئة إلى الائتلاف، فكان جوابه: "لا تستطيع إدخال الفيل في سيارة فولكسفاغن صغيرة عتيقة".
ولفت مناع إلى أن الدبلوماسي الأميركي التقى بعض أعضاء الهيئة فُرادى، محاولاً إقناعهم بالفكرة، فكرروا الرفض. وقال: "التقيت بفورد في 6 آب (الماضي)، قلت له بالحرف الواحد: عندما ستكتب مذكراتك ستكتب أنك فشلت في العراق وفشلت في سوريا، فرفع يديه قائلاً: لن أكتب مذكراتي، فقلت له: إذاً سيكتب المؤرخون ذلك".
وشرح أنه اقترح الدعوة إلى اجتماع تشاوري يضم ما بين 30 و40 معارضاً من أصحاب الخبرة والتجربة من مختلف المكونات، يتباحثون للخروج ببرنامج مشترك، ومن خلاله يتم تشكيل وفد المعارضة، ويُختار رئيسه بتصويت من أعضائه. صاغ منّاع ورقة من عشر نقاط، وأرسلها إلى فورد، وإلى الروس، ومختلف الجهات المعارضة، وحين طرح فورد الأمر على الائتلاف ورعاته الخليجيين أجابوه: "لن نتخلى عن مظلة الائتلاف".
وجدّد منسّق الهيئة في المهجر تأكيده "وجوب عقد اجتماع عاجل لأطراف المعارضة السورية، ليجري تداول المشكلات الأساسية للمعارضة السورية، ونقاط الاتفاق والاختلاف للوصول إلى برنامج مشترك، وبعدها يتم الاتفاق على أسماء الذاهبين إلى جنيف".
وأكد وجود ضمانات لدى الهيئة لـ"عقد هذا الاجتماع في أكثر من بلد، وبشكل يليق بمناسبة من هذا النوع تقرر مصير البلاد. ويؤيدنا في هذه الرؤية عدد من المعارضين البارزين، منهم معاذ الخطيب، ووليد البني، وآخرون". كما أكد منّاع أن الروس ــ حتى الآن ــ يعتبرون هيئة التنسيق "طرفاً أساسياً في المعارضة، غيابها عن جنيف كارثة حقيقية، ولكنهم للأسف يبنون استراتيجيتهم على أساس انتظار فشل الأميركي ليلجأ إليهم ويُقدموا إليه الحل".