أوقف الأمن العام اللبناني في مطار بيروت الدولي، لبنى عويدات زوجة رئيس فرع الامن السياسي في سوريا العميد رستم غزالة، بعد ورود بلاغ بحث وتحرٍّ في حقها، لكنّه تركها لاحقاً.
في السياق، أوضح مصدر قضائي لصحيفة "الجمهورية"، أنّ "زوجة غزالة الأولى كانت رفعت قبل نحو أسبوع شكوى في حق لبنى في مخفر زحلة تتَّهمها فيها بالسرقة، وعلى الأثر سطّر المدعي العام الإستئنافي في البقاع فريد كلّاس، بلاغَ بحثٍ وتحرٍّ في حق لبنى، وأبلغه وفقاً للأصول الى القوى الأمنية، لكنَّ محامي الزوجة (م.ع) تقدم السبت الماضي بطلبٍ الى النيابة العامة، برفع بلاغ البحث والتحرّي مدّعياً وجود مصالحة بين الجانبين، فأمر كلّاس بكفّ البحث والتحرّي بناءً للطلب. وقد استحصل المحامي على نسخة من هذا القرار، لكن، في منتصف ليل السبت - الأحد وصلت لبنى الى مطار بيروت الدولي وفي رفقتها أطفالها حيث كان المحامي في انتظارها، وبما أنّ إجراءات تبليغ كفّ البحث والتحري الى القوى الأمنية تتطلب وقتاً قد يناهز الـ24 ساعة، فقد نفّذ الأمن العام البلاغَ الذي كان أُبلغ اليه سابقاً من دون علمه بالقرار الجديد، وذلك قبل أن يُخرج المحامي نسخةَ القرار من جيبه، وعلى الأثر خابر الأمن العام كلّاس، فأمر بترك عويدات".
في هذه الأثناء، برزت مشكلة إنسانية تتعلّق بالأولاد. وفي هذا الإطار أوضح المصدر أنّ "غزالة كان كسِبَ حكماً من المحكمة الشرعية في بلاده بحضانة أولاده، وهذا الحكم أُبلغ بدوره الى السلطات اللبنانية. ولدى وصول عويدات الى مطار بيروت ما كان من الأمن العام إلّا أن نفّذ القرار القضائي بفصل الأولاد عن أمهم بأمرٍ من النائب العام، الذي طلب تأمين مكان مناسب للأولاد ريثما يتسلّمهم والدهم أو وكيلٌ عنه".
وفي وقت أضاء هذا الوضع على مشكلة غياب المكان المناسب لاحتضان الأولاد موقتاً قبل تسليمهم الى القيّم عليهم في أيّ قضية مشابهة، أوضح كلّاس لـ"الجمهورية" أنّ "النيابة العامة قامت بواجبها كاملاً وقد حرصت شخصياً على توفير مكان ملائم للأولاد وبقيت على اتصال مع الأمن العام لهذه الغاية"، موضحاً أنّ "الدعوى الجزائية في حق عويدات تبقى قائمة لدى قاضي التحقيق وتخضع للقوانين، في ما يتعلّق بكفاية الدليل الذي يؤدي الى الظنّ بالمدعى عليها، أو عدم كفايته وبالتالي كفّ التعقّبات عنها".
الى ذلك، أوضح مصدر أمني رفيع المستوى لـ"الجمهورية" أنّ "عويدات رافقت المحامي الى دمشق"، مرجّحاً أن تكون "الشكوى الجزائية ضدّها أُقيمت لابتزازها خصوصاً في ما يتعلّق بعودتها الى سوريا مع الأولاد، وأنّ عويدات كانت عائدة مع أولادها من دبي من دون علمها بوجود دعوى في حقها، لكنّ محامي زوجة غزالة الأولى كان على عِلمٍ بعودتها، فدبّر كفّ البحث والتحرّي وتأخر في إبرازه، ليتمّ التوافق معها على الشروط المطلوبة"، لافتاً الى أنّ "اسم رستم غزالة ليس وارداً في الشكوى الجزائية".