منحت جامعة الروح القدس – الكسليك دكتوراه فخرية في العلوم الاجتماعية لرئيس اتحاد بلديات كسروان الفتوح ورئيس بلدية زوق مكايل المحامي ​نهاد نوفل​، في حفل دعا إليه رئيسها الأب هادي محفوظ وأعضاء مجلسها، في قاعة يوحنا بولس الثاني في حرم الجامعة الرئيسي في الكسليك، بحضور ممثل البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي المطران بولس روحانا.

وأشار رئيس الجامعة الأب هادي محفوظ إلى ان "خمس عباءات تنهدل أمامنا في هذه الأمسية الفريدة، فتتشابك لتخيط من نسيجها عباءة الدكتوراه الفخرية، التي تمنحها جامعة الروح القدس الأستاذ نهاد نوفل في العلوم الاجتماعية"، لافتا إلى "أنه تتصدّر العباءات عباءة المبادئ، وأقصد بها غير المحسوس الذي له النصيب الكبير في تحريك واقعنا المحسوس. ففي حال جامعة الروح القدس، عباءة المبادئ هي عباءة الرهبانيّة اللبنانيّة المارونيّة، أي عباءة الإيمان المسيحيّ الكاثوليكيّ، وفق التقليد المارونيّ والرهبانيّ"، وقال: "تنعكس عباءة المبادئ على عباءة الايجابيّة. هي ايجابيّة يؤمن بها نهاد نوفل. فهو، حين كانت الوجوه مكفهرّة من جراء الحرب، كتب على مدخل بلدته في الثمانينات: "ابتسم انت في الزوق".

من جهته أشار نوفل إلى ان "القانون يعطي البلدية أدوارا تتخطى العمران إلى ما هو روح العمران، أي الإنسان"، لافتا إلى ان "المنطق الاجتماعي يطلب من المؤمن بجدوى العمل البلدي، أن يسأل نفسه باستمرار: ماذا يريد المجتمع؟ ماذا يحتاج؟ وهو السؤال الذي طرحته على نفسي منذ خمسين سنة، وما زلت أعيش قلقه الوجودي المتعب. نعم... ماذا يريد المجتمع؟".

وقال:"حين حاولت الإجابة عن السؤال الجوهري "ماذا يريد المجتمع؟" تراكمت في ذهني مستويات عدّة من الإجابات المبعثرة نتيجة الحوار الأهلي الذي أقمته مع المواطنين، وفيه: حنين قوي إلى مجد مفقود سحقته الحرب العالمية الأولى، بمجاعتها وهجرتها، ففقدت الزوق حضورها التاريخي بعدما كانت بسوقها العتيق "بندر المنطقة الكسروانية"، تنامي "حيّ من التنك" في الجهة الجنوبية لوسط البلدة ما يؤثر سلبا على النسيج الاجتماعي العام؛ التخوف من العمران الفوضوي بعدما ظلمت المخططات التوجيهية القديمة البلدة باستباحة مساحاتها الخضراء بعمارات الباطون."