أشارت صحيفة "الغارديان" البريطانية إلى انه "في العقدين الأخيريين من حياة رئيس جنوب افريقيا السابق والراحل نيلسون مانديلا، احتفي به كنموذج لكيفية تحرير البلاد من الاستعمار دون الاستسلام لإغراء السلطة الدكتاتورية و المواقف المناهضة للرأسمالية".
وفي مقال بعنوان "لو كان نيلسون مانديلا حقاً قد فاز، لما كنا نظرنا اليه اليوم باعتباره بطلاً عالمياً"، أضافت: "مانديلا لم يكن روبرت موغابي"، قائلةً: "ظلت دولة جنوب أفريقيا ديمقراطية متعددة الأحزاب ذات صحافة حرة واقتصادها نابض بالحياة في السوق العالمية إلا أنها ظلت بمنأى عن الاشتراكية"، لافتةً إلى ان "رحيل مانديلا أكد مكانته كرجل حكيم إلى الأبد"، موضحاً "ومع ذلك تبقى حقيقتين رئيسيتين تطمسان هذه الرؤية الاحتفالية، الحقيقة الأولى، أنه في جنوب افريقيا، تبقى الأغلبية الفقيرة تعيش حياة بائسة وعلى نطاق واسع كما كانت تعيش في عهد الفصل العنصري، كما هناك إنعدام للأمن والعنف والجريمة في البلاد".
كما أشارت الصحيفة إلى ان "التغيير الرئيسي الذي طرأ على جنوب افريقيا هو إنضمام النخبة السوداء الجديدة إلى الطبقة الحاكمة القديمة البيضاء"، مضيفةً: "ان الحقيقة الثانية تكمن أن الناس يتذكرون المؤتمر الوطني الافريقي القديم الذي وعد ليس فقط بإلغاء نظام الفصل العنصري، ولكن العدالة الاجتماعية أيضاً"، موضحة "ليس من العجيب تزايد الغضب بين الفقراء و السود في جنوب افريقيا".