ختم منسق حزب القوات اللبنانية في المتن الشمالي إدي أبي اللمع الأسبوع الماضي خمس سنوات من العمل التنسيقي، ليكمل مسيرته كمرشح الحزب عن المقعد الماروني بعيدا عن المهام الادارية الحزبية. والاستقالة، وفقا لأبي اللمع، جاءت في توقيتها الصائب بناء على سببين، أولهما رغبته بالتفرغ للعمل السياسي البحت، والثاني تطبيق النظام الداخلي للحزب الذي ينادي بفصل الشؤون الحزبية عن الشؤون السياسية. سريعا حدّدت قيادة القوات يوم السبت الماضي موعدا لاجراء المشورة. حضر رؤساء أقسام المتن الشمالي والهيئة المركزية في الحزب في وجود الأمانة العامة، ودارت التسميات في فلك أربعة أسماء، يقول بعض القواتيين الذين شاركوا في المشورة: نبيل بو حبيب، طوني رزق، ميشال حرّان وهاني الصافي. وبحسب أبي اللمع «تمت المشورة بشكل ممتاز في ظل تعاون كبير بين الحاضرين وينتظر أن تصدر النتيجة في وقت قريب، حدّه الأقصى بداية الأسبوع المقبل». ويشير أبي اللمع أنه وفقا للنظام الداخلي، ينبغي على الأمانة العامة التي حضرت الاجتماع أن تنقل النتيجة الى رئيس الهيئة التنفيذية في حزب القوات سمير جعجع. وبناء عليه، يسمي جعجع منسقا بدوره ويعرض قراره أمام الهيئة التي تملك الكلمة الأخيرة في رفض قرار جعجع أو الموافقة عليه وذلك وفقا للمعطيات التي في حوزتها. ففي حزب القوات «منسق القضاء يكون ممثلا للقيادة في هذا القضاء، لذلك تجري المشورة بصورة حقيقية ونتائج تسميات رؤساء الأقسام ليست ملزمة لرئيس الحزب».
لم تمر ثلاثة أيام على المشورة التي يفترض أن تكون سرّية حتى بدأ قواتيو المتن ترجيح كفة اسم على آخر. ينقل أصدقاء هاني الصافي (مسؤول الدائرة الاعلامية في القوات سابقا) عنه تأكيده تصدره قائمة الأسماء المتداولة بفارق أربعة أصوات عن ابن ضيعته (أنطلياس) نبيل بو حبيب قائلا: «أنا لا أرضى دائما إلا بالمراتب الأولى وتسمية بو حبيب ليست الا محاولة من أبي اللمع لابعادي عن رئاسة القضاء». فالصافي الذي لعب سابقا دور مساعد المنسق، ترك منصبه نتيجة خلافه مع أبي اللمع خلال الانتخابات البلدية، يقول مسؤول قواتي. خبر تصدر الصافي قائمة التسميات ينقضه قواتيون آخرون مشيرين الى أن النتيجة لم تحسم بعد لمصلحة أحد، في حين يشير البعض الآخر الى قوة المهندس طوني رزق (أمين سر المتن الشمالي سابقا) مقابل «لاكاريزما» الصافي. «الأخبار» اتصلت بالصافي الذي رفض التعليق على نتيجة التسميات لافتا الى كونه «أستاذا محترما في كلية الاعلام لا ابن شارع يخوض منافسة كما يحاول البعض إظهاره». أما في ما خص ميشال حرّان، مسؤول القوات في برج حمود، فيجري الحديث عن اختياره كحل وسطي اذا ما حُصر التنافس بين الصافي وبو حبيب، وذلك تفاديا لانقسامات وخلافات بين أبناء البلدة الواحدة. ويولي القواتيون أهمية لموقع منسق المتن الشمالي المنوط بكل الشؤون الحزبية والادارية في القضاء الذي بلغ عدد بطاقات المنتسبين فيه الى حزب القوات منذ نحو سبعة أشهر (تاريخ فتح باب الانتساب) الى اليوم،5913 بطاقة، بحسب ما يقول مسؤولون قواتيون يتكتمون في الوقت عينه على أرقام حاملي البطاقات في الأقضية الأخرى.