أكد مسؤول ملف الاستيطان في ​الضفة الغربية​ المحتلة ​غسان دغلس​ أنّ التوسّع الاستيطاني على مستوى الضفة والقدس المحتلة ومناطق الأغوار مستمرّ ومتزايد يومياً، وكله يأتي على حساب أراضي المواطنين الفلسطينيين، لافتاً إلى أن مشهد الأرض في الضفة على وجه الخصوص أصبح يأخذ باتجاه متغيرات يومية تحدث على الأرض لصالح المستوطنات والبؤر وغيرها.

وفي حديث إلى مراسل "النشرة" في فلسطين ​محمد فروانة​، أوضح دغلس أنّ معالم الأرض الفلسطينية أصبحت تتغير، والأمور تزداد صعوبة وتتجه إلى مزيد من التعقيد أكثر وأكثر، مشدّدًاً على أن الحكومة الإسرائيلية ماضية في سياسة الاستيطان وتهويد الأرض مهما كلفها من ثمن، من أجل فرض وقائع وحقائق لها على الأرض، مشيراً إلى أن كل ما تنفذه يقابَل برضى أميركي واضح، وصمت دولي كبير.

وشدد دغلس على أن الوضع في فلسطين مقبل على مشكلة كبيرة، مشيراً إلى أنه لا يمكن لأي مسؤول أن يحكم وفق المتغيرات الموجودة على الأرض، قائلاً: "على ماذا نحكم نحن كفلسطينيين؟ واقعنا مستسلم للانقسام وحتى أجندة الفصائل الفلسطينية تغيرت، والكل يبحث عن سلطة بلا سلطة، وإسرائيل أصبحت تتدخل في تفاصيل حياتنا شيئاً فشيئاً".

إسرائيل تقيم المستوطنات على مناطق استراتيجية

وأوضح مسؤول ملف الاستيطان في الضفة الغربية، أن عدد المستوطنين الذين باتوا يقطنون بالضفة الغربية المحتلة ومدينة القدس المحتلة، تجاوز الـ 632 ألف مستوطن منهم 248 الف مستوطن باتوا يعيشون بمدينة القدس وحدها، لافتاً إلى أن المستوطنين شيّدوا 184 مستوطنة مرخصة كما تدعي إسرائيل من حكومتها، وقاموا ببناء 173 بؤرة استيطانية أخرى تقول الحكومة الاسرائيلية ذاتها ان هذه البؤر "غير شرعية" ولكنها تزودها بالماء والكهرباء وتوفر لها الحماية الامنية من قبل جيشها.

وشدد دغلس على أن إسرائيل تقيم المستوطنات على مناطق استراتيجية وأحواض مائية ما يعني أن هناك مخططا ديموغرافيا واضحا للسيطرة على الأرض، فضلاً عن أنها سرقت كل المياه التي أصبحنا نشتريها من الاحتلال الإسرائيلي، محذراً في الوقت ذاته من أن هذا الواقع المؤلم سيولد الانفجار.

وأضاف: "الناس هنا ضاقت ذرعاً من كل الممارسات الإسرائيلية وخصوصاً ممارسات قطعان المستوطنين، وإسرائيل ماضية في سياستها، دون أي تحرك دولي وعربي فاعل".

حجم البناء والتوسع في ازدياد

ولفت دغلس إلى أن حجم البناء ومساحاته أصبحت تبلغ 68930 دونم، وتشكل 1.4% من مساحة الضفة الغربية المحتلة، فيما تبلغ الاراضي المقامة عليها المستوطنات والتي يسيطر عليها المستوطنون 140124 دونم وتشكل 4% من المساحة الكلية للضفة الغربية، إضافة إلى أن المستوطنين يسيطرون على 474 موقعا ومنزلا آخرا في الضفة الغربية المحتلة ومدينة القدس.

وأكد دغلس أن حجم التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية المحتلة تضاعف مرات عديدة، في حين أن عدد اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين وممتلكاتهم وصل الى 389 اعتداء حتى النصف الاول من عام 2013، في حين بلغ حجم الاعتداءات عام 2012 بكامله الى 380 اعتداء على الفلسطينيين.

وشدد مسؤول ملف الاستيطان على أن المستوطنين يطورون من طرق اعتداءاتهم وينفذونها ضد المواطنين، عدا عن المجموعات التي تم تشكيلها من قبل المستوطنين مثل "دفع الثمن" و"شباب التلال" و "حومش اولا" إلا أنهم أعلنوا عن تشكيل مجموعات اطلقوا عليها "قطع الأيدي" وهذه تم تخصيصها لـ"تصفية" الفلسطينيين الناشطين في مجال مقاومة المستوطنين والمستوطنات في الضفة الغربية المحتلة.

وقال إن المطلوب في هذه المرحلة فضح كل الممارسات الإسرائيلية التي تحاول فرض كل متغيرات الاستيطان على الأرض، مشدداً على ضرورة إيجاد حل دولي يلزم إسرائيل بوقف الاستيطان وقمعها وممارساتها ضد الفلسطينيين الذين أصبحت تسلب أرضيهم منهم بشكل يومي وهمجي، لافتاً إلى أن كل ما يحدث ليس في صالح إسرائيل على المدى البعيد.