أشارت صحيفة "الوطن" السعودية" إلى انه "مع وفاة الزعيم العالمي نيلسون مانديلا، حاول الكثير من الناشطين الفلسطينيين وضع مقاربات بين نظام الفصل العنصري الذي كان سائدا في جنوب أفريقيا، والذي وقف مانديلا ورفاقه سنوات طويلة يكافحون ضده، فدفع بعضهم حياته ثمنا لذلك، وقضى البعض الآخر سنوات طويلة من عمره في السجن في سبيل استعادة حقوق أهل الأرض الأصليين. وبالرغم من وجود أوجه تشابه بين النظامين الإسرائيلي والـ"أبارتايد"، إلا أن النظام الإسرائيلي أسوأ وأشد تعقيدا بكثير، ولذلك فإن التعامل معه بنفس الأسلوب النضالي الذي اتبعه مانديلا قد لا يكون كافيا لإعادة الأمور إلى نصابها".
وأوضحت ان "قيام إسرائيل، أساساً، جاء على خلفية دينية تعتبر فلسطين هي "أرض الميعاد"، وهذا شيء لم يدعيه البيض في جنوب أفريقيا يوماً. الحركة الصهيونية سوقت كذبة كبيرة إلى العالم، بمساعدة وسائل الإعلام الصهيونية، بأنها تعيد "شعب الله المختار" إلى أرضه الموعودة الخالية من السكان. لكن البيض في جنوب أفريقيا لم يسوقوا لنظرية "أرض بلا شعب لشعب بلا أرض"، وهذا اختلاف جوهري بين تاريخ الشعبين في جنوب أفريقيا وفلسطين، والذي يجب إعادة توجيه البوصلة إليه بشكل صحيح وعدم الضياع في تفاصيل المستوطنات واللاجئين. حتى قرارات الأمم المتحدة، من قرار التقسيم حتى قرار حق العودة للاجئين الفلسطينيين وغيرها، تعطي الفلسطينيين حقوقا لم تعد بعض القيادات الفلسطينية تطرحها مع الأسف، بحجة محاولة استقطاب تأييد المجتمع الدولي دون جدوى".
وأضافت: "ثم إن القضية الفلسطينية، بعكس قضية شعب جنوب أفريقيا، وهي الانحياز التام لما يسمى المجتمع الدولي لصالح إسرائيل دون قيد أو شرط، بغض النظر عن كل الجرائم التي ارتكبها ويرتكبها الكيان الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني الأعزل. عندما كان نظام الفصل العنصري، قائما في جنوب أفريقيا، وقفت معظم دول العالم ضده وطبقت عقوبات اقتصادية وسياسية ضد ذلك النظام، مما ساهم في دعم حركة المقاومة التي كان مانديلا يقودها بشجاعة، وأجبرت قيادة النظام في ذلك الوقت على تقديم التنازلات واللجوء إلى الانتخابات الديموقراطية التي أعادت الحق لأصحابه".
ورأت ان "هناك الكثير من الاختلافات بين النظامين، والقائمة تطول لمناقشة هذه الاختلافات. المهم في الأمر أن على الفلسطينيين أن يدركوا خصوصية نضالهم وأن ينتجوا "مانديلا" فلسطينيا أو أكثر خاصا بقضيتهم، مع الاستفادة طبعا من تجارب الشعوب الأخرى".