لفت راعي أبرشية البترون المارونية المطران منير خيرالله الى أن "الفتنة المدبرة من السلطنة العثمانية إندلعت بين الموارنة والدروز، واستمرت من العام 1840 حتى 1860. وكان الفراغ في الحكم والتناحر السياسي، ودفع الموارنة ثمنها غاليا بالاستشهاد والتهجير وتدمير كنائسهم وبيوتهم ومؤسساتهم. واعتقدوا أنهم خسروا كل شيء ولن يعودوا الى أرضهم. لكن إيمانهم القوي وثقتهم الكاملة بالله وشفاعة قديسيهم جعلوهم يتجاوزون المحنة ويتجددون في التزامهم الكنسي والوطني ويعيدون بناء لبنان الكيان والدولة على مبادىء الحرية والديمقراطية والاحترام المتبادل في تعددية الطوائف والأديان والثقافات والحضارات".
وتابع في عظة القاها في قداس إحتفالي ترأسه في دير كفيفان بمناسبة عيد القديس نعمة الله كساب الحرديني، "وها نحن اليوم بعد 150 عاما نواجه التحديات نفسها في الحروب والدمار والتهجير والتناحر السياسي والفراغ في الحكم. فهل نفقد رجاءنا ونستسلم؟ أم أننا نستعيد ثقتنا بالله وبأنفسنا ونعمل بموجب ما يطلبه منا السيد المسيح حيث وضعنا وأرادنا شهودا له؟
ودعا الى "عقد مجمع أبرشي بهدف أن نتجدد في الأشخاص والمؤسسات والمجالات الرعوية"، مذكرا بأنه "اختتمناه في 26 تشرين الأول الفائت وعقدنا العزم على أن نسير معا، إكليروسا وعلمانيين. لأن مسؤوليتنا في الكنيسة مشتركة ولأننا معا شركاء في عيش الايمان وحمل بشارة الخلاص".