أقرت مصادر مقربة من "حزب الله" عبر صحيفة "الوطن" الكويتية بأن "اغتيال القيادي في الحزب حسان اللقيس لم يكن مصادفة او عملا أمنيا بالمستوى العادي الذي يقوم به هواة او اشخاص يريدون الثأر السياسي، ولا حتى يمكن ادراجه في اطار خطأ يسجل على الحزب، او اعتبار ما حصل عملية قتل بسيطة يشارك فيها ثلاثة او اربعة اشخاص لا يفقهون او يعون حجمها وتأثيراتها الامنية والسياسية"، مشيرة إلى أن "تنفيذ هذه العملية اكبر بكثير من مجموعة اسلامية او جهاز استخباراتي واحد"، لافتة إلى أنها "عملية ضخمة بأيادٍ كثيرة".
وأضافت أن "هذا يوضح حجم المخاطر المحدقة بالحزب والتي يبقى مصدرها الاول إسرائيل"، مشيرة الى ان "خيوط التحقيقات وتشعباتها الكثيرة اكدت منذ البداية ان المصدر اولا والمخطط للاغتيال هو الموساد الاسرائيلي"، مشيرة إلى أن "التنفيذ اتسم بحرفية عالية وفوق مستويات ادوات التنفيذ المعروفة في لبنان وخصوصا الجماعات السلفية التي لو استطاعت القيام بهذه العملية فانها لتصرفت بشكل مختلف".
وأكدت المصادر "التحليلات التي دارت حول شخصية اللقيس"، لافتة إلى أنه "من القياديين المهمين الذين تخطوا الصراعات او الخلافات الداخلية"، مقرّة بأن "اغتياله أثّر في التركيبة الامنية القريبة من الامين العام للحزب السيد حسن نصر الله"، مشيرة الى "ان قيادة الحزب اعتبرت الاغتيال ايذانا بحرب جديدة يتعرض لها الحزب وتحديدا قياداته المخططة وعقوله العلمية والعملية".
وشددت المصادر على ان "الرد على الاغتيال مؤكد وحتمي ولن يتأخر"، مشيرة إلى أن "الحزب سيرد الضربة في موقعها ليعيد الرسالة الى أصحابها"، مضيفة أن "الضربة مهما كان حجمها فلن يتم السكوت عنها، ولاسيما ان الحزب ليس بأفضل اوضاعه في لبنان وهو لن يترك اي فرصة ليؤكد جهوزيته في الاماكن الصحيحة".
وكشفت المصادر ان "فرق تحقيق تعمل بكثافة لتتبع مسارات وخيوط العملية، اذ قامت بمعاينة كافة كاميرات المراقبة من الناقورة الى طرابلس، وتحديدا طريق خلدة - الشويفات وصولا الى محيط عملية الاغتيال"، لافتة إلى ان "التحقيقات اظهرت حتى الآن ان الاغتيال عملية مركبة، وفيها آلاف الادلة الوهمية التي رميت امام اجهزة التحقيق، ما يؤكد ان منفذها ليس محترفا عاديا"، مشيرة إلى أن "اللافت هو ان الاغتيال حصل في احدى المناطق المؤقتة التي يستعملها الحزب بشكل آمن خارج مناطقه وتلك المحسوبة عليه، وهي تمثل بيوتا لا شكوك حولها وليست بحاجة الى حماية ولا لحواجز ولا لحرس وأي اجراءات اخرى"، قائلة: "هذا يعكس ان اختراق هذه البيوت يفرض دراسة حالة آلاف البيوت الاخرى المماثلة"، مضيفة أن "المرحلة المقبلة تحتاج الى اعادة تجديد كل شيء وخصوصا المناطق التي تعتمد خلفية للتخفي وتقييم خطوط الاتصالات الخاصة بالحزب والتي تستعمل بين مراكزه ومنازل قيادييه وعناصره".
وبرأي المصادر نفسها فإن "الحزب توصل الى استنتاجات قائمة على تجارب سابقة مماثلة من بينها ان العقل الامني الاسرائيلي يضرب ضربة من هذا النوع فور توفر ظروف ومعطيات مثل ثقته بالقدرة على الوصول الى الهدف المؤشر في لائحة المستهدفين، وتوفر البيئة السياسية والامنية التي تحمي عملية الاغتيال او الضربة وفي مقدمتها عدم قدرة الفريق المستهدف على الرد الفوري مما يفتح باب الاحتمالات الدراماتكية على مصراعيه ويفرض امرا واقعا متدحرجا، وأن تزيد الضربة الخاطفة الموجهة من ارباك الخصم المستهدف واحباط معنوياته والتأثير في اوضاعه المعنوية والمادية لاسيما في بيئته الحاضنة، وتوفر الظروف في لبنان والمنطقة هذه الشروط الثلاثة باعتقاد الاسرائيليين من نسيان الاشارة الى ان الاخيرين ان انخراط الحزب في الصراع السوري يعرقل قدرته على الرد السريع".