اختتم راعي أبرشية الموارنة في فرنسا، والزائر الرسولي على أوروبا، المطران مارون ناصر الجميل، الدورة الأولى للمجمع الأبرشي الماروني الأول في فرنسا وأوروبا في 14 كانون الأول 2013 في قداس في كاتدرائية نوتردام دوباري، مؤكدا "إرادته في أن تكون الأبرشية الجديدة كنيسة للأزمنة الجديدة وليس متحفا"، مشددا على "اهمية ورشات العمل التي عقدت على مدى يومين ونصف في المركز التابع لسيدة الحقلة في حي مونبارناس، التي تخللها استكشاف للأولويات والحاجات، فتشكلت لذلك 20 لجنة متخصصة في مختلف القطاعات الروحية والراعاوية والتربوية والاجتماعية والثقافية".
وإذ أشاد "بحيوية لجنة الاشراف والفريق العامل من اجل بلورة نقاط انطلاق لحياة كنسية جديدة"، شدد على "ضرورة تعميق الشراكة والتعاون مع الكنيسة الكاثوليكية اللاتينية في فرنسا واوروبا من جهة، وعلى ضرورة الحفاظ على الهوية المارونية من دون تقوقع من جهة أخرى"، لافتا إلى أن "ذلك هو تحدٍ يواجهه كل من يؤمن بالحفاظ على الثقافات وتنوعها".
وأشار الجميل إلى أن "هذا المجمع الأبرشي هو بمثابة زمن نعمة وبركة وحنو ورحمة إلهية منحها الرب لكنيسته، ولبى المشاركون النداء للتعارف وتبادل وجهات النظر والإسهام في تنظيم الأبرشية الجديدة"، معربا عن "إعتقاده بأنه يمكن من خلال اللقاءات المجمعية ايجاد نقاط انطلاق من اجل السير معا في بلورة طريقة جديدة للحياة الكنسية، عبر البحث عن إرادة الرب في رعايانا وعائلاتنا وداخل أعماقنا"، موضحا أن "المجمعية ليست سوى تأسيس لتجديد انتمائنا الكنسي، ووعي حياتنا في الكنيسة وتطورها، أما تحدي الصعوبات التي رافقت الاعداد فستستمر حتى تنفيذها على أرض الواقع".
ولفت إلى أن "ديناميكية مشرقية لا تضاهى قد تجلت بين موعد اطلاق نداء التاسع من شباط 2013، حتى انعقاد الدورة الأولى في 12 كانون الأول من المجمع، حيث بذلت اللجنة التنفيذية جهوداً محمودة هي محل إعتزاز لدي وشكر كبير، وعلى غرار العذراء مريم، لم تكّف فرق فرنسا وأوروبا المجمعية عن الاصغاء إلى صوت الروح القدس للاستجابة إلى دعوتها، ولقد تساءلت هذه الفرق عن هويتها ورسالتها في الكنيسة، وأمضت وقتاً استثنائياً في الصلاة والتفكير والتبصر والشراكة، ومما لا شك فيه أن مبادرات سعيدة سيتمخض عنها".
وشدد على "أننا سنبذل كل ما في وسعنا بديناميكية وفاعلية ومثابرة من اجل الإحتفاظ بهذا الإيمان وبهذا الإلتزام لخدمة الكنيسة، وسنحرص أيضاً على ان تتعرف إلينا كنيسة فرنسا وأوروبا، التي نحن في شركة كاملة معها، وحيث نتشارك معها الإيمان نفسه والتحديات نفسها"، لافتا إلى أنه "ليس المقصود الحفاظ على جماعة صغيرة من المسيحيين المشرقيين المنطوين على أنفسهم، كقطعة معروضة في متحف، ودوري كأسقف سيكون في تعميق الاتصالات معكم للحفاظ عليها وتطويرها"، مضيفا أن :النداء الذي أطلقه البابا يوحنا بولس الثاني والبابا بيندكتوس السادس عشر والبابا فرنسيس الأول، في إرشاداتهم الرسولية، للعودة إلى منابع الإيمان المسيحي للشهادة على نحو أفضل لمحبة المسيح، مرحب به من قبل الكنيسة المارونية التي تعتبره نعمة من الرب، وأبرشية فرنسا الجديدة الخاصة بنا تود أن تكون كنيسة للآفاق الجديدة وللأزمنة الجديدة وللأراضي الجديدة".
وفي نهاية القداسكرّم المطران الجميل 15 شخصية فرنسية دينية وسياسية واجتماعية على أعمالها المتواصلة منذ عقود لصالح جميع اللبنانيين خصوصا في أثناء الحرب