شدد النائب بطرس حرب على "وجوب الوقوف إلى جانب الدولة بقواها الشرعية ودعم الجيش ليتمكن من التصدي لكل أعمال العنف وضرب الإستقرار التي تستهدف البلاد"، لافتا إلى أن "هناك جهات متطرفة لا تؤمن بالدولة ولا بمؤسساتها وتتمتع بوسائل العنف لتحقيق الإمارة أو الأمة التي تنوي إنشاءها، وما يجب أن يعلن هو أن الشعب اللبناني بمختلف توجهاته الفكرية والدينية والسياسية وفئاته وطوائفه هو ضد هذا التوجه، والمجموعة أو المجموعات التي تقوم بأعمال العنف والتفجير والإرهاب هي مجموعة أو مجموعات مأجورة صغيرة أو مهووسة عقائديا وتؤمن بأن ضرب لبنان والدول التي تشبه لبنان يحقق أهدافها العقائدية التي تبني عليها آمالها، وهناك جهات لا تريد أن يكون لبنان دولة مستقلة مستقرة".
وفي تصريح له، إعتبر أن "كل جهة تحمل السلاح غير الشرعي ولا سيما التكفيريين، انتماءهم والمسؤول عنهم إرهابيون وعلى الجهات القضائية التعرف إليهم، وعلينا كجهات سياسية الوقوف مع الجيش اللبناني في مواجهة هذه الموجات الإرهابية المتطرفة والتكفيرية وتحديد المحرض والمخطط لأعمال الإرهاب"، مذكرا بـ"ما جرى في مخيم نهر البارد مع شاكر العبسي وفي صيدا مع أحمد الأسير، وكيف ساند الشعب اللبناني وبكل فئاته الجيش ووقف ضد الإرهاب ومهد له البيئة المطلوبة لحسم هاتين الحالتين الخطيرتين، إلا أن الجيش اليوم، يقوم بواجباته ويسقط منه الضحايا والشهداء، والمطلوب من كل الفرقاء السياسيين الحذو حذو ما قمنا به في طرابلس منذ أيام في إعلان طرابلس وطالبنا برفع الغطاء عن كل الخارجين عن القانون والذين يضربون الأمن والإستقرار وهيبة الدولة".
ورأى حرب أن "موقف قوى 14 آذار في طرابلس يوم الأحد الماضي كان واضحا وقد أدان كل أعمال العنف والإرهاب، وهناك إجماع لبناني على رفض الإرهاب وتأييد الجيش، وموقف 14 آذار ضد التطرف وضد الإعتداء على الجيش وضد المتطرفين وضد أي دعوة دينية لإقامة الإمارة الدينية في لبنان"، لافتا إلى أنه "بعدما كُشفت مؤامرة التفجير التي كانت تحضّر للشمال، وبينت التحقيقات ضلوع الوزير السابق ميشال سماحة ومسؤولين سوريين في أعمال إرهابية، وأنا هنا لا أريد استباق التحقيقات الجارية، من حق اللبنانيين الشك بالنظام السوري وهناك خطأ ارتكبه بعض الأفراد اللبنانيين المتطرفين الذين لا يرتبطون إطلاقاً بتيار المستقبل والذين تورطوا في الصراع السوري - السوري، والخطأ الأكبر الرسمي هو الذي ارتكبه "حزب الله" عندما أقحم نفسه في الصراع السوري - السوري، وكنا نتمنى عدم حدوث الأمرين، والأكيد أننا سياسيا نعتبر حزب الله حزبا لبنانياً يمثل شريحة كبيرة من اللبنانيين وإقحام نفسه في هذا الصراع أقحم لبنان كله بشكل غير مباشرة في هذا الصراع ما قد يؤدي إلى انعكاسات سلبية غير مباشرة لتورط حزب الله على الساحتين السياسية والأمنية في لبنان".
وفي موضوع الإستحقاق الرئاسي، أشار إلى أن "طموحنا في لبنان أن تتم الإستحقاقات الدستورية في وقتها، ونحن أمام استحقاق انتخاب رئيس جديد للبلاد في الأشهر القليلة المقبلة ويفترض أن ننتخب رئيسا جديدا للجمهورية قبل انتهاء ولاية الرئيس ميشال سليمان، ونحن نبذل الجهود في هذا الإتجاه، أما إذا بقي فريق يتذرع بنصاب الجلسة على أنه ثلثين، فإذا امتنع فريق سياسي عن الذهاب إلى مجلس النواب لتأمين نصاب جلسة انتخاب الرئيس لشكّه أو ليقينه بعجزه عن انتخاب الرئيس الذي يؤيده يكون نوابه قد أخلّوا بواجباتهم كما حدث في نهاية ولاية الرئيس السابق، وهذا ما دعا وقتها إلى تسويات معينة لا تتفق بصورة جدية مع المبادئ الديمقراطية التي يقوم عليها نظامنا".
ودعا حرب "جميع الفرقاء للنزول إلى مجلس النواب لإكمال نصاب جلسة الإنتخاب وانتخاب رئيس الجمهورية سواء أكان النصاب الثلثين أو النصف زائد واحد"، لافتا إلى أن "همّنا أن ننتخب رئيس الجمهورية الذي يحقق الأكثرية المطلوبة ليصبح رئيسا للبلاد، كائنا من كان سواء من فريق 8 آذار أو من فريق 14 آذار، فعندما ينتخب يصبح رئيسا للجمهورية وليس رئيسا لفريق".
وفي سياق آخر، وبعد استقباله السفير التركي في لبنان إينان أوزيلديز، رأى حرب أن "هناك تغييرات كبيرة جدا في المنطقة وسيكون لها تأثير كبير سلبي أم إيجابي بحسب تطوراتها على لبنان الذي يتخبط في أزمات متعددة سواء الأزمة الحكومية أم الحياة المجلسية التشريعية أم الأزمة المحتملة في حال لم نتمكن من انتخاب رئيس للجمهورية ضمن المهلة الدستورية المطلوبة"، مشددا على أنه "من الطبيعي في هذه الظروف المقلقة أن يبادر أي مسؤول سياسي إلى محاولة معرفة التطورات الحاصلة وكيفية التعامل معها بغية إيجاد مخارج لا تورّط الوضع أكثر مما هو".
وأشار إلى "أننا تناولنا مع سفير تركيا التطورات الحاصلة في المنطقة ولا سيما بعد انطلاق الحوار الإيراني الغربي مع الدول الست والذي أدى إلى انفتاح معين في حدود التعامل مع السلاح النووي مع ما لهذا الإنفتاح من انعكاسات على صعيد المنطقة بكاملها، كما كانت جولة أفق في ما يجري في سوريا ومؤتمر جنيف 2 الذي سيعقد في مدينة مونترو وإمكانيات خروج هذا المؤتمر بآلية معينة لحل القضية في سوريا، وقد بحثنا كل هذه المسائل لما لها من انعكاس على لبنان".
وأضاف: "اغتنمت المناسبة لاستيضاح السفير حول مصير المخطوفين في سوريا، سواء المطرانين المخطوفين في سوريا وكذلك راهبات معلولا المحتجزات في مكان ما وما إذا كان ذلك بإرادتهن أو عنوة، والأرجح خلافاً لإرادتهن، وكذلك المصوّر اللبناني سمير أنطوان كساب الذي خطف فيما كان متوجها في مهمة صحافية تلفزيونية إلى مدينة حلب ولا يزال مصيره مجهولا وتمنيت عليه توسيط حكومته لمحاولة الإستعلام عنهم جميعا ومعرفة مصيرهم وإطلاقهم لعودتهم كلهم سالمين إلى الحرية".