تجري الاستعدادات على قدم وساق في العاصمة بيروت لاستقبال ​عيد الميلاد​ المجيد، ومن ميزات هذا العيد التسوق بهدف شراء الهدايا إلى الأقارب والاصدقاء، وشراء الثياب الجديدة للأولاد.. لكن "العيد" الذي ينتظره اللبنانيون بفارغ الصبر، من سنة إلى أخرى، لم يحل عليهم كالسنوات السابقة. والأسواق التي اعتادت ان تزدحم بالمتسوقين سنوياً، بدت هذا العام أسواقاً شبه خالية حيث لا متسوقين ولا "عيد".

الاسواق.. والمبيعات

"النشرة" جالت على أحد أسواق بيروت واستطلعت آراء بعض أصحاب المحلات والأهالي. البعض يلقي اللوم على "غلاء المعيشة"، أما البعض الآخر فلا يخفي قلقه من الوضع الأمني الذي أثقل الناس همّاً كبيرا، لكن أغلبيتهم أجمعوا على ان العيد هذه السنة مختلف جدا عن الأعوام السابقة.

تقول ريتا، وهي بائعة في أحد المحلات التجارية المختصة ببيع ألبسة الأطفال، ان "الحركة هذه السنة خفيفة جدا"، ولا تتردد بالقول ان "نسبة مبيعات السنة الماضية كانت أكثر بكثير من هذه السنة". في المقابل، لا تنفي البائعة رولا تأثير المراكز التجارية على الأسواق الصغيرة "حيث يمكن للمتسوق ان يجد ما يريد".

البائع رامي يشير بدوره إلى ان بعض المحلات عرضت هذه السنة "البضاعة والموديلات" نفسها التي عرضتها السنة الماضية و"نحن نقوم بتخفيض أسعارنا بنسبة 50% كي نعمل على جذب المواطن الذي يبحث عن "شي رخيص".

شلل اقتصادي؟

إذا، يمكننا القول ان بعض الأسواق اللبنانية كي لا نشملها كلها، تعاني من شلل اقتصادي وفقدان للمتسوقين الذين يعتبرون ان "هناك أمورا أكثر أهمية من شراء الهدايا"، هذا ما تؤكده السيدة رنا، وهي أم لثلاثة أولاد، كانت تجول في السوق لشراء اللازم لأولادها. وتعتبر رنا في حديثها لـ"النشرة" ان " أجواء العيد هذه السنة مفقودة، و"العالم قرفانة"، وتضيف: "كنا نبتاع الهدايا لجميع أفراء العائلة في السابق أما اليوم، فالأمر يقتصر على أولادنا، لأن ظروفنا الاقتصادية تغيرت والأمور لم تعد كما هي". ما قالته رنا، أجمعت عليه عدد من السيدات اللواتي التقيناهنّ خلال جولتنا، حيث توضح باميلا ان "الوضعين الاقتصادي والأمني يؤثران على حياتنا كثيرا، كما أن غلاء المعيشة يمنعنا من القيام بواجباتنا تجاه العائلة"، وتقول: "الهدايا تقتصر فقط على أولادنا، لكن هذا لا يمنعنا من أن نحتفل بالعيد مع العائلة".

وبانتظار ما ستؤول اليه الاوضاع السياسية والأمنية في لبنان، يبقى المواطن رازحاً تحت ضغوطات معيشية، ومتحملا الاعباء الاقتصادية المتردية التي باتت تهدد مستقبله وحياته في وطنه.

تقرير ​لودي جبران