أوضح رئيس الحكومة السورية المؤقتة ​أحمد طعمة​ أن "الوضع على الارض مأسوي في ضوء استمرار القصف بالبراميل المتفجرة، من قوات النظام السوري على مناطق عدة". ووجّه نداء للدول الخليجية والعربية لدعم الحكومة المؤقتة، محذراً الدول الغربية من "تقاعسها" ومن انعكاسات مشكلة التشدد والتطرف.

وأشار في حديث إلى صحيفة "الحياة" في الدوحة الى أنه "قلنا للمجتمع الدولي إذا لم تتدخلوا ايجاباً للوصول إلى أي حل سياسي عادل للأزمة السورية، فإن النتائج ستكون كارثية علينا وعليكم ولا تظنوا أنكم في معزل عن الآثار الارتدادية لمشكلة (التشدد والتطرف) الكونية الكبرى".

وتابع "الشعب صامد في مواجهة النظام ويريدنا أن نساعده في صموده، وهذا هو السبب الرئيس لزيارتنا لأخوتنا في قطر ولقائنا أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني". وزاد أنه طلب "مساعدة قطرية إغاثية وانسانية ودعم الحكومة الموقتة كي نقوم بواجباتنا تجاه الشعب"، لافتا الى أن "رد الأمير كان ايجاباً. قلوبهم معنا وقلوبنا معهم، تلقينا أموراً طيبة تخدم الشعب السوري".

واستطرد "كلما اقترب موعد "جنيف – 2" زاد النظام من ضربه لمدينة حلب وزاد التدمير ليضعف معنويات الشعب. هو يعتقد بأنه يحقق نقاطاً لصالحه، لكن العكس صحيح"، منوهاً بـ"صمود الشعب الاسطوري والاخوة الثوار"، ومشدداً على أنه "آن الاوان أن نستعيد حريتنا لنعمل على تطوير بلدنا".

وحضّ طعمة الدول الخليجية والعربية على "التدخل لانقاذ الشعب السوري من هذه المأساة. وردة فعل اشقائنا الخليجيين والعرب ايجابية. أبدوا استعدادهم لتقديم الغالي والرخيص لدعم صمود الشعب".

واشار طعمة إلى أن الحكومة المؤقتة تحتاج الى المساعدة في "الموازنة التشغيلية، أي دعم مالي، كي نزيد من كادرنا ليقوم بدوره في خدمة الشعب، نحن في أمسّ الحاجة الى معونات اغاثية انسانية ومعونات في مجال الصحة والتعليم وفي مجال المجالس المحلية واعادة الاستقرار والأمن في المناطق المحررة". وقال: "من دون ترتيب وتنظيم الجيش الحر لن يكون هناك أمن أو استقرار، نحتاج الى الدعم كي تقوم الحكومة باداء مهماتها على أكمل وجه".

وتابع: "نريد من اخوتنا الخليجيين والعرب دعم "الجيش الحر" والحكومة المؤقتة والوقوف الى جانبنا لأننا ذاهبون الى معركة قاسية اذا قيض لنا أن نذهب الى مؤتمر جنيف – 2"، متوقعاً أن يشارك "الائتلاف الوطني السوري" المعارض في المؤتمر في "جنيف - 2 الذي هو مؤتمر اجرائي لانشاء جسم انتقالي كامل الصلاحيات، بما يشمل ذلك الجيش واجهزة الاستخبارات وجميع المرافق الحيوية، وهذا يعني ضمناً أن (الرئيس) بشار الأسد لن يكون له مكان في الجسم الانتقالي". وزاد: "ذاهبون إلى جنيف من أجل هدف واحد وهو مصلحة الشعب والبدء بتنفيذ جسم انتقالي كامل الصلاحيات، ولن يكون لبشار وطغمته ومن قتلوا الشعب على مدى خمسين عاماً مكان في الجسم الانتقالي".

وسئل عن مخاوف الدول الغربية من جماعات متشددة، فأجاب: "هذه من أخطر المشكلات التي تواجه الشعب السوري، سببها فريقان: الأول، النظام بقتله وتدميره للناس وجعلهم يضطرون الى أن يذهبوا الى أعلى مدى في مواجهته. المسؤول الثاني، هو المجتمع الدولي الذي تقاعس عن دعم الشعب السوري وتكاسل عن أداء واجباته ومهماته". وقال: "قلنا للمجتمع الدولي: إن لم تتدخلوا ايجاباً بأي حل سياسي عادل للأزمة السورية فإن النتائج ستكون كارثية علينا وعليكم. لا تظنوا أنكم في معزل عن الآثار الارتدادية لهذه المشكلة الكونية الكبرى".

وعن موقف موسكو، قال طعمة: "لاحظنا حدوث مراجعة روسية لبعض المواقف"، لافتاً الى ان رئيس "الائتلاف" أحمد الجربا سيزور موسكو قريباً لـ"البحث في تساؤل وهو لماذا وقف الروس هذا الموقف المؤيد للنظام السوري خصوصا أن الشعبين الروسي والسوري تربطهما علاقة ايجابية تاريخية". وأعرب عن امله أن "يحدث تحول في الموقف الروسي باتجاه الطريق الصحيح، وهو الطريق الذي اختاره الشعب السوري".

وأجاب رداً على سؤال آخر: "إن الايرانيين مصممون على أن يبقوا على موقفهم. هم يرفضون جنيف -1 ولن يقبلوا مخرجات جنيف -2، وهم مستمرون في قتل الشعب السوري من خلال دعمهم المستمر للنظام". وتابع أن "الايرانيين لم يلتزموا بهذه المحددات حتى هذه اللحظة. على أي أساس يشاركون؟ نحن نصر أن يكون جنيف -2 لتنفيذ اتفاق جنيف -1. لسنا ذاهبون لاعادة التفاوض أو مناقشات لسنين طوال. ذاهبون للتوقيع على تشكيل جسم حكومة انتقالية، وإلا ما معنى جنيف -2؟".