كيفورك تاكاجيان، أنور بداوي، محمد الشعار، محمد ناصر منصور أسماء جديدة إنضمت الى قافلة الشهداء الأبرياء الذين يقضون في كل إنفجار "بالغلط". وذنبهم الوحيد أنهم كانوا يمرون بالمكان في حينها أو يعملون في مكان مجاور.
شغفه لـ"اللوتو" دفعه نحو الموت!
هي ثوان كانت كافية لإنهاء حياة شخص عزيز، وزميل قديم شارك الأصدقاء الحلو والمر الى أن قرر الهجرة الى أميركا بعد التقاعد من العمل. في تلك الثواني المدوية نادى الموت كيفورك لينضم الى قافلة الشهداء.
يوم وقع إنفجارستاركو كانت ثوريا النوار زميلة الفقيد كيفورك تاكاجيان تنظر من خلف زجاج الشركة حيث تعمل تتأمل السماء الملبدة بالغيوم، وتنتظر هي وزملاءها صعود كيفورك من الشارع لبدء حفلة رأس السنة التي أقامتها المؤسسة للإحتفال بالعيد وتوديع كيفورك وأخيه اللذين قررا المهاجرة الى أميركا. فجأة دوى صوتٌ قوي في الأجواء وإرتجّت الأرض.
تقول ثوريا أنّها ظنت في البداية أنه زلزال لتعود وتدرك بعد ثوان أنه إنفجار وضع قرب المبنى الذي كانت تعمل فيه. تلفت ثوريا الى أنها "لم تظن ان من بين الضحايا الذين ماتوا زميلها كيفورك، ليتبيّن أنّ شغفه الى "اللوتو" أودى بحياته، وهو الذي نزل لقطع ورقة للمرة الأولى.
لا تشعر ثوريا إلا بالأسى على فراق صديقٍ أمضت معه اللحظات الحلوة والمرة، هو من كان يحبّ هذا البلد وينادي بالعيش المشترك الدائم فيه. من هنا تعتبر ثوريا وصية كيفورك مقدسة وتشدد على تطبيقها بالاستمرار حتى لا تُهدَر المزيد من الدماء في بلد لا يستحق إلا أن يعيش أهله فيه بسلام.
ثوريا استطاعت قول ما عجز ساكو شقيق المرحوم عن التحدث فيه، هو الذي إعتذر عن الحديث إلى "النشرة"، قائلا: "قلبي مكسور عا خيي وما فيني إحكي".
عمل جبان!
إنكسر قلب ساكو على شقيقه كيفورك وإنكسرت معه قلوب كثيرة على أقرباء لهم، ومنها عائلة أنور بداوي الذي وُجِد صدفة في المكان لحظة الانفجار. كانت العائلة تسمع خبر الانفجارـ لم تدرك ان من بين الضحايا أنور فهو لا يفترض أن يكون هناك، "لكن القدر شاء أن يكون في ذاك المكان" بحسب ما يلفت إبن عم أنور طوني بداوي. يتحدث الأخير عن إبن عمه المرحوم والغصة في صوته، ويقول: "هو والد لشابين وفتاة ويعمل ليل نهار ليعيل العائلة، وما بعد أنور ليس كما قبله فالعائلة خسرت حنان ورعاية وإهتمام هذا الرجل". ويعتبر أنّ "من قام بهذا العمل جبان لأنه قتل أبرياء وسيحاسبه الله على ما فعله".
سيبقى إسم وزير المال السابق الشهيد محمد شطح مقترناً بإسم مرافقه الراحل طارق بدر وآخرين رحلوا منهم الشاب محمد الشعار، الذي دفعته صورة الى ملاقاة حتفه. ويبقى السؤال الى متى سيدفع أبرياء ثمن حسابات سياسية لا دخل لهم بها؟
تقرير باسكال أبو نادر
تصوير حسين بيضون
(للاطلاع على ألبوم جنازة الشيخ أنور بداوي، اضغطهنا)