على وقع إستمرار التحقيقات الأمنية في معرفة الشخص الذي إشترى السيارة "المسروقة" من عين الحلوة التي استخدمت في عملية اغتيال الوزير السابق الدكتور محمد شطح في بيروت، حملت الاجراءات الامنية المشددة التي اتخذها الجيش اللبناني عند مداخل مخيم عين الحلوة بشكل غير مسبوق، رسالة "تحذير لبنانية" مؤداها "من غير المسموح المساس بأمن واستقرار لبنان"، رغم التأكيد الفلسطيني الثابت بالحرص على الامن والاستقرار في المخيمات والجوار اللبناني.
فقد تجاوز عين الحلوة قطوعا بعدما عمد الجيش اللبناني الى تخفيف اجراءاته الامنية المشددة التي اتخذها عند جميع حواجزه العسكرية المؤدية الى المخيم، وأخضعها العابرين منها لتفتيش دقيق ودون اسماء اصحاب السيارات وركابها في خطوة غير مسبوقة نهارا، بعدما كان يعمد الى تدوين اسماء السيارات الداخلة والخارجة من والى المخيم كل ليلة حتى الصباح دون ساعات النهار تفاديا للازدحام.
وأثمرت الاتصالات الفلسطينية التي جرت على اكثر من صعيد توافقا على تخفيف الاجراءات الامنية بعدما كاد الاحتقان يبلغ حد التوتير، اذ اقدم ابناء المخيم على قطع الطريق الجنوبية لجهة درب السيم بالاطارات المشتعلة احتجاجا اعقبها بوقت قصير اقفال طريق تعمير عين الحلوة بالعوائق المادية وحاويات النفايات.
وأجرى كل من أمين سر حركة "فتح" وفصائل "منظمة التحرير الفلسطينية" في لبنان فتحي ابو العردات وقائد قوات الامن الوطني الفلسطيني في لبنان اللواء صبحي ابو عرب وممثل حركة حماس في منطقة صيدا ابو احمد فضل ومسؤول العلاقات السياسية في حركة الجهاد الاسلامي في لبنان شكيب العينا اتصالات مع مدير مخابرات الجيش اللبناني في الجنوب العميد علي شحرور اتفقوا خلالها على تخفيف الاجراءات الامنية سريعا، وفق مع اكد اللواء ابو عرب، بان الجيش وعد بتخفيف اجراءاته سريعا وكان اللواء ابو عرب قد تلقى اتصالا من النائب بهية الحريري للغاية ذاتها وسط تأكيد من القيادات الفلسطينية بالحرص على امن واستقرار المخيمات والجوار اللبناني.
وزار ممثلو "لجنة المتابعة الفلسطينية" في عين الحلوة ثكنة زغيب العسكرية في صيدا والتقوا العميد شحرور واتفقوا على تخفيف الإجراءات، وفي الوقت نفسه الحفاظ على امن واستقرار المخيم والجوار اللبناني والتعاون والتنسيق لما فيه مصلحة للجميع.
رسالة وتحقيقات
وفيما ذكرت مصادر أمنية لـ "صدى البلد"، ان الجيش اللبناني اتخذ قرارا بتشديد الاجراءات الامنية حول مداخل المخيم ضمن خطة امنية اعتمدها للحفاظ على الامن والاستقرار تزامنا مع احتفالات عيد الميلاد سابقا والعام الجديد لاحقا وعقب جريمة اغتيال الوزير شطح وهي ستتواصل الى الثاني من العام المقبل، قرأت مصادر سياسية الخطوة بانها "رسالة تحذير" لبنانية الى القوى الفلسطينية كافة، بانه من غير المسموح المساس بأمن لبنان او تغطية اي مخل بالامن، فيما انعقاد اللقاء السياسي اللبناني الفلسطيني في صيدا برئاسة الامين العام للتنظيم الشعبي الناصري الدكتور اسامة سعد وبحث في تداعيات اغتيال شطح والخطوات الواجب اتخاذها فلسطينيا ولبنانيا لتحصين الوضع وعدم الانجرار الى الفتنة التي تحاك للشعبين اللبناني والفلسطيني.
امنيا، تواصلت التحقيقات المتعلقة بشأن السيارة المسروقة وهي من نوع "هوندا سي.آر. في" الزيتية ورقمها 177647/ص، والتي استخدمت في عملية اغتيال شطح في بيروت يوم الجمعة الماضي، وذكرت مصادر امنية انها دخلت في دائرة التكتم الشديد بعدما تضاربت الروايات والمعلومات الاولية والتسريبات بشأنها الى حد التناقض، وان الخطة الامنية المعتمدة حاليا هي مواجهة الذين ذكرت اسماؤهم وصولا والاستماع الى افاداتهم لمعرفة من قام بشراء السيارة المسروقة في عين الحلوة ولمن باعها تعقبا لحركتها خلال فترة عام ونيف تقريبا.
واشارت الى ان وجود خيوط ومنها ابو داوود وموسى موسى الموقوفان لدى السلطات اللبنانية، فيما سلم قائد كتيبة شهداء شاتيلا العقيد طلال الاردني نفسه الى مخابرات الجيش اللبناني للاستماع الى افادته ومواجهته بالموقوفين، بينما اصدر القيادي الاسلامي في جند الشام هيثم الشعبي الذي ذكر اسمه بالتحقيق بانه اشترى السيارة المسروقة، بيانا توضيحا، قائلا "ردا على الإتهامات الباطلة الكاذبة التي تناقلتها بعض وسائل الإعلام المشبوهة في انتمائها وأهدافها وذلك بشأن السيارة التي اتهمنا بها وذكر إسمي بأني قد بعتها، بناء على ذلك، أقول بأن هذا الإتهام هو اتهام كاذب يراد به ان تكون عين الحلوة في عين الحدث وهذا الذي يريده أعداء فلسطين وأعداء أهل فلسطين، يريدون أن يهجرونا ويدمرونا مرات ومرات أبطل الله سعيهم ودمر كيدهم، فأنا هيثم الشعبي أنفي نفيا قاطعا هذه الإتهامات الجائرة الظالمة بحقي أولا وبحق مخيمنا الحبيب الصامد ثانيا ولن أكون إلا صمام أمان ولبنة في البناء لأهلنا في المخيم ولأهل السنة في لبنان وأخيرا نطلب من وسائل الإعلام أن يرحموا مخيمنا من الأخبار المدسوسة والمكذوبة وأن يتقوا الله فينا والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
ومواكبة، استنفرت القوى الفلسطينية على كل المستويات السياسية والامنية لتطويق ذيول الاتهامات وسط شعور متزايد بان ثمة استهدافا مقصودا للمخيم بما يمثل من رمزية للقضية الفلسطينية وحق اللاجئين بالعودة، في حين اكدت الاوساط الفلسطينية "انه لا توجد بيئة حاضنة" لاي مخل بالامن اللبناني، فلا احد يستطيع حمايته او تغطيته، وبالتالي فان اتهام اي فلسطيني او حتى تورط واحد او مجموعة صغيرة لا يعني بالضرورة ان المخيمات باتت متهمة، والشعب الفلسطيني متورط ومدان، خاصة في ظل الخلافات السياسية اللبناني والاحداث الامنية في سوريا حيث الشحن المذهبي بلغ اوجه لايقاع فتنة داخلية او مع الجوار اللبناني او مذهبية او مع الجيش اللبناني ويعمل الطابور الخامس على التجيش والتحريض لقلب المعادلة وخلط الاوراق في مرحلة حساسة لبنانية حيث لبنان بات بلا رئاسة حكومة، ومجلس نواب معطل وبانتظار الاستحقاق الرئاسي".