وجه الأمين العام لاتحاد المحامين العرب عمر زين نداء لمناسبة "يوم الطفل العربي"، مشددا على ان "الطفل في أي أمة، هو مستقبل هذه الأمة، والمدماك الأول في بنيانها، وبقدر ما يحاط بالعناية والاعداد جسديا ونفسيا وتربويا وعلميا وأخلاقيا، بقدر ما تثمر هذه الرعاية بنيانا شاهقا لا يطال، وسعادة ونعمة يرفل المجتمع في ظلهما آمنا مطمئنا".
ولفت إلى انه "جميل أن تأتي الصحوة عربيا ولو متأخرة، إلى ملكوت الطفولة، وذلك بتخصيص يوم الطفل العربي في 15 كانون الثاني من كل سنة، ولكن هيهات هيهات، فأي بلاء بعد لم ينزل بأطفال الأمة من المحيط إلى الخليج؟ وها هم في فلسطين منذ نكبتها مرورا بالشهيد محمد الدرة مصدر وحي هذا اليوم، وأمثاله من الأطفال المعذبين، تسلخ جلودهم، ويحاصرون بالموت والجوع والخوف، وتهدم المدارس والجوامع والكنائس والمستشفيات والبيوت فوق رؤوسهم، بينما ضمير العالم المتحجر لا يسمع، والأمة من حولهم غارقة في أوحال الإنقسام وجحيم الفتن، وما أطفال سوريا بأحسن حال منهم. وقد أفحمت الأرض من أجسادهم وماتوا جوعا ورعبا في خيام البؤس والتشرد، وقطعوا إربا إربا على صدور أمهاتهم النائحات النازحات، وبقي العالم شرقا وغربا يتفرج على هول المأساة".
وشدد على انه "آن الأوان لنستيقظ، ولتتوحد القلوب قبل الحدود، ولنسقط عبادة الفرد وتعلو إرادة الشعب، فالأمن الأمن، والسلام السلام. واسعوا بجد إلى نشر العلم ومحاربة الجهل وإلى إعداد الأطفال والأجيال الصالحة بعيدا عن التشرد في الشوارع، ومذلة السؤال وغول الفقر، والجهل والمرض، ومآسي الحروب الظالمة. وحدها هذه المبادىء تهزم إسرائيل وأطماع الأمم، وتعيد البسمة إلى وجوه أطفالنا الذين يصرخون من عمق جراحهم ومآسيهم: كفى حربا، كفى قتلا، كفى تدميرا وانقساما أيها العرب".