من نافل القول أنّ الحديث عن شروط مسبقة تُفرَض على سوريا كنظام أيًا يكن نوع وحجم هذه الشروط لاقامة مؤتمر جنيف 2 هو عبارة عن محاولة لعرقلة مسار المؤتمر وانطلاقته وفيه تعبير واضح وصريح عن نوايا الدول التي ترعى بعض أطراف ما يسمى بالمعارضة وتعمل على تفجير الوضع المذهبي نحو مزيد من المجازر للترويع وبث الفوضى ونشر الخراب والدمار لتسجيل نقاط بغية مكاسب سياسية وتعزيز دورها في المؤتمر. كما أنّ الحديث عن هذه الشروط المسبقة وتحديد شرط تعيين حكومة انتقالية يعكس حجم المازق الذي تعاني منه ما يسمى بالمعارضة ومن خلفها دول الارهاب الراعية لهذه المجموعات، لأنّ من أبسط القواعد من يملك الميدان ويثق أنّ الشعب مع خياره لا يحتاج الى وساطات ومفاوضات وشروط مسبقة بل يستلم السلطة ويحكم بشكل تلقائي، إلا أنّ هذا الامر غير حاصل وهو سالب بانتفاء الموضوع، بل إنّ الأمور تتجه نحو مزيد من التعقيد والتقدم للجيش العربي السوري مقابل تقهقر المجموعات الارهابية من جهة وتقاتل هذه المجوعات في ما بينها من جهة اخرى ما يشكل اطمئنانا ويقينا ان مسار الامور يتجه نحو حسم عسكري كبير خاصة ان الدول الكبرى بدات تلمس خطر هذه المجموعات وتوصلت الى قناعة بضرورة التخلص من هذه المجموعات ما سيدفعها لاعطاء الضوء الاخضر الدولي لسحق هذه المجموعات الارهابية والقضاء عليها ومحاصرة الدول الراعية والداعمة.
إذا كان من أحد له أن يفرض شروطا مسبقة لاقامة مؤتمر جنيف 2 فهو النظام في سوريا؛ الذي رغم مرور ما يقارب الثلاثة أعوام والنظام باق لم يتاثر كما المؤسسات وعلى رأسها العسكرية صامدة موحدة، لانه اولا نظام يبسط سلطته وسيادته على معظم الاراضي السورية وثانيا والاهم الشرعية الشعبية التي يتمتع بها النظام وعلى راسه الرئيس بشار الاسد اضافة الى حجم التاييد والثقة التي يحظى بها الرئيس الاسد.
لذلك فان الحديث عن عدم وجود شروط مسبقة او شروط منطقية وموافقة النظام السوري عليها فهذا يعد تضحية وتنازلا كبيرين من النظام للحفاظ على ما تبقى. ويبدو أنّ فكرة تشكيل حكومة مصالحة وطنية هي الاكثر ملاءمة ومنطقية وتاثيرا نحو اخذ الامور في سياقها الطبيعي لتكون مرحلة مصالحة واشاعة لمناخ اللحمة والترابط والوحدة كمقدمة وتمهيد لاخذ الامور نحو خلق مناخات ايجابية تسمح بفتح صفحة جديدة وتمهد لمرحلة جديدة آليتها انتخابات شعارها الشعب هو الحكم و صندوق الاقتراع هو الفيصل.
* رئيس حركة المبادرة اللبنانية