رأى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشرعي الأعلى الوزير السابق عمر مسقاوي أن "السفير السعودي علي عواض عسيري وضع إصبعه على جرح دار الفتوى النازف مند سنوات"، لافتاً في حديث صحافي، إلى ان "كلام عسيري عن دار الفتوى أمس هو تصريح مسؤول بإعتبار أن السعودية حريصة على لبنان وعلى مؤسساته كافة بشكل عام، وعلى المؤسسات الإسلامية بشكل خاص، والمؤسسات السنّية على وجه التحديد، والمسؤولون السعوديون وإن كانوا يؤثرون عدم الخوض في موضوع دار الفتوى في العلن فلا يعني ذلك أنهم كانوا بعيدين عن إسداء النصح والتوجيه الصادق المخلص لما فيه خير المسلمين في لبنان ضمن التركيبة الطائفية القائمة، ولذلك فإن أروقة السفارة السعودية بقيادة عسيري كانت راعية لكل محاولات الإصلاح وجمع أبناء الطائفة ضمن البيت الواحد تحت قبة دار الفتوى وبعباءة مفتي الجمهورية كمنصب إسلامي هو الأرفع من الناحية الدينية في لبنان".
وأسف لأن "مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني لا يقيم وزناً لكل القواعد والأدبيات التي تحفظ موقع دار الفتوى ومقام المفتي في لبنان، ولذلك أوصل نفسه وأوصل المسلمين وأوصل مؤسسات دار الفتوى الى هذا الدرك"، مؤكداً ان "تصريح السفير السعودي هو قرع لناقوس الخطر بأن دار الفتوى في لبنان على وشك أن تهدم، وهذا التصريح شكل سابقة لم تحصل في تاريخ المسلمين في لبنان، بأن تصدر مثل هذه المواقف الاستراتيجية عن مرجعية عربية إسلامية إقليمية كبرى كالسعودية تجاه دار الفتوى أو تجاه مفتي الجمهورية أو حتى تجاه مسؤول سياسي لبناني على الإطلاق"، متسائلاً: "هل هناك عيب اكثر من ان يهاجم مفتي الجمهورية رئاسة مجلس الوزراء بما تمثل على الصعيد السياسي والوطني للمسلمين السنّة في لبنان؟، وهل هناك هدم لدار الفتوى ولرئاسة الحكومة اكثر من ان ينحدر خطاب الشيخ قباني تجاه رئيس مجلس الوزراء العامل وباقي رؤساء الحكومة السابقين الى المستوى الذي انحدر اليه، في الوقت الذي نرى فيه حرباً من الآخرين على موقع وزاري هنا او منصب طائفي هناك؟".
كما شدد على "وجوب ان يشكل كلام السفير السعودي محطة مفصلية توقف كل هذه المهزلة التي حولت المفتي قباني ودار الفتوى"، معتبراً ان "دار الفتوى اليوم هي في حكم وضع اليد عليها".