علمت وكالة "آكي" الإيطالية للأنباء أن "هيئات مجتمعية آشورية مسيحية في منطقة الجزيرة السورية باشرت تشكيل ميليشيات مهمتها الأساسية الدفاع عن الأحياء والمناطق المسيحية، في حال تعرضها لأي اعتداء ومن أية جهة، وذلك في إطار تحصين المجتمع الآشوري والمسيحي في المنطقة".
وافادت مصادر مسيحية في القامشلي شمال شرق سوريا بأنه "على غرار تشكيل القوى والتيارات والقوميات السورية الأخرى ميليشيا خاصة بها، وفي إطار تحصين المجتمع الآشوري والمسيحي في منطقة الجزيرة السورية، باشرت هيئات مجتمعية آشورية مسيحية بتشكيل مجموعات شبابية مسلحة تحت اسم (suotoro)، وهي تعني بالسريانية ـ الحماية، وتضم من مختلف الطوائف المسيحية في منطقة الجزيرة، مهمتها الأساسية الدفاع عن الأحياء والمناطق المسيحية في حال تعرضها لأي اعتداء".
وفي إطار الاستعداد "لما هو أسوأ"، ومواجهة التحديات والاستحقاقات التي تفرضها الأزمة الراهنة"، تلاقت ثلاث فصائل وتنظيمات آشورية مسيحية سورية هي (تجمع شباب سوريا الأم، التجمع المدني المسيحي، الحزب الآشوري الديمقراطي) في مدينة القامشلي ووضعت "وثيقة عمل مشترك" تنطلق من "ثوابت وطنية" أجمعت عليها هذه الفصائل تتضمن "الإيمان المطلق بوحدة سوريا أرضاً وشعباً، ورفض كل أشكال التدخل الخارجي، والإيمان بضرورة التغيير السلمي الديمقراطي، ونبذ العنف والتطرف بكل أشكاله، ثم اعتماد الحوار أساساً لحل جميع القضايا".
ودعت هذه الفصائل إلى "صمود وبقاء الآشوريين والمسيحيين في الوطن الأم إلى جانب بقية مكونات الشعب والعمل مع مختلف القوى الوطنية والديمقراطية في الداخل لأجل الخلاص من الاستبداد والدكتاتورية وعودة الأمن والسلام إلى سوريا وتحقيق أهداف الثورة السورية".
واستكمالاً لهذه الخطوة وتعزيزاً لها، شكل حزب الاتحاد السرياني ما يسميه بـ"المجلس العسكري السرياني MFS"، وقد أوضح الحزب أن "الهدف من المجلس التصدي للكتائب التكفيرية المتشددة ومنها داعش وجبهة النصرة وغيرها التي تريد الدخول لمدن وقرى منطقة الجزيرة". وإعتبر الحزب هذه المجموعات "من أكبر التهديدات التي تطال المنطقة بكل شعوبها من سريان وكرد وعرب وغيرهم".
وحول تحرك آشوري ومسيحي في محافظة الحسكة، أوضح المعارض والباحث في شؤون الأقليات سليمان يوسف، لوكالة "آكي" الإيطالية للأنباء أن "تحرك الآشوريين والمسيحيين في منطقة الجزيرة السورية، وتشكيلها لحركات مسيحية ولمجموعات مسلحة خاصة بها، يعود بشكل أساس إلى استمرار النزاع المسلح في البلاد ولشعورهم بأن مؤتمر جنيف2 لن ينتج أي حل سياسي ينقذ البلاد من حرب بدأت تعيد ترتيب الشارع السوري وفق القوة العددية لكل مكون وطائفة ومذهب". ورأى أن "من شأن ذلك الافراز على الأرض خرائط ديمغرافية وسياسية، هي مشروع دويلات وكانتونات طائفية عرقية مذهبية".
وإعتبر يوسف أن "التحرك الآشوري والمسيحي يرتبط بتطورات سياسية دراماتيكية وأحداث أمنية مقلقة شهدتها محافظة الحسكة، كإعلان حزب الاتحاد الديمقراطي الكرديك الإدارة الذاتية لمنطقة الجزيرة، انتقال المعارك بين مسلحي المعارضة وجيش النظام إلى ريف الحسكة والقامشلي، ووقوع سلسلة تفجيرات إرهابية في القامشلي وفي بلدات أخرى من محافظة الحسكة"