حدد رئيس التكتل الديمقراطي في "الائتلاف الوطني السوري" المشارك في وفد المعارضة في جنيف ميشال كيلو في حديث صحفي، من جديد هدف الثورة السورية ومَسارها وشَكل الدولة المرجوّة.
ولفت الى أن "مهمة الوفد النظامي أصلاً ليست التفاوض، جاء ليُقنع العالم بفك العزلة عنه وبأنه لن يقدّم أيّ تنازلات، ولن يسمح بأيّ حلّ لا يمرّ ببقاء مؤسسات النظام ورموزه وأشخاصة. لم تحصل مفاوضات على الإطلاق، سمعنا خطاب وزير الخارجية السوري وليد المعلم في افتتاح مونترو، قال للعالم بلغة واضحة وصريحة: "جميعكم إرهابيون، ونحن نحاربكم لنهاية العمر، وعليكم أن تؤيّدونا في حربنا ضدكم".
وأوضح أنه "يوجد إرهاب في مكان واحد فقط في سوريا، في السلطة التي تشنّ حرباً منظّمة تبيّن انها الوحيدة التي قررت خوضها، وهي ليست بهدف تحرير الجولان، هي فقط من أجل الكرسي. الوفد النظامي ردّد كلمة الارهاب كثيراً، لكني أطرح عليهم هذا السؤال: إذا انشَقّ 3200 ضابط عن الجيش، إضافة الى عشرات آلاف الجنود ورئيس الوزراء وعشرات الوزراء ومئات أساتذة الجامعات والفنانين والقضاة وآلاف المحامين، وأكثر من 600 مثقف سوري اتهمهم النظام بدعم الارهاب، فهل جميع هؤلاء إرهابيون؟ هل أطفال المدارس الذين خرجوا للمطالبة بالحرية بالإضافة الى موظفي الدولة، هل هم من الإرهابيين؟ وحزب البعث الذي انفرط ولم يعد له وجود، هل هو ايضاً إرهابي؟ أين هم الارهابيون؟".
وأشار الى أن "أقصَر تعريف للسياسة في العالم هو: "إخراج العنف من المجال العام"، ما نراه في النظام السوري هو العكس: إدخال العنف في المجال العام، باعتباره الوسيلة الوحيدة لتسوية المشاكل. الشعب هو عدوهم الوحيد في الدنيا، ونظّموا الدولة باعتبارها مؤسسة أوكار إرهابية، لها مَن يقودها وعندها موازنة واعلام يُشيع الكذب ويقول انّ هذه مقاومة وممانعة وتلك مؤامرة".
ورأى أن "بيان جنيف1 من شأنه أن يسوّي المشكلة السورية سياسياً، وهم منذ البداية لم يوافقوا على حل سياسي على رغم اننا عرضناه عليهم منذ العام 2000 وما زلنا مستمرين بالمطالبة، هم مقتنعون حتى الآن بجدوى الحل الامني في سوريا، لكن المقاومة في سوريا كبيرة وواسعة ومتجذرة، لدرجة يستحيل حصرها بالامن، ولن تتوقف الّا بتحقيق مطالب الشعب وبتحقيق الشعار الذي رفعه النظام تاريخياً "وحدة حرية اشتراكية".
وتساءل ردا عن سؤال، "لماذا الرئيس خط أحمر؟ ليترك لنا الحرية لمدة عام وليترشّح بعدها للانتخابات وليرَ النتائج، هم حكموا باسم الحرية والاشتراكية والوحدة، لكنّ هدفهم تحوّل وأصبح المحافظة على الامر القائم الرجعي والقاتل والمعادي للشعب".
وردا عن سؤال، "هل هناك توجّه من قبل المعارضة للمطالبة بمحكمة دولية خاصّة بسوريا؟"، أجاب كيلو: "سنفعل كل ما تتطلبه العدالة الانتقالية للأخذ بحقوق الناس، حق الانسان بالحياة غير قابل للتصرّف، وحتى في حالة الحرب حقّ غير المسلّح أو مَن ألقى سلاحه بالحياة مقدس ويضمنه القانون والدين والشرع. سيتقدّم للمحاكمة كلّ مَن ارتكب جرائم بحق الشعب".
وحول "التجاوزات التي صبغت هذه الثورة بالتوَحّش وقطع الرؤوس، هل نحن أمام إرهابيين أم ثورة؟"، اجاب: "حاولتُ إيجاد تفسيرات واقعية لا تبريرات، ووجدتها مرتبطة بمنسوب العنف الذي استخدمه النظام ضد الشعب، لأنه بطشَ بالناس ودفعهم الى حمل السلاح واستعماله من دون وجود نظام سياسي، وغياب هذا النظام يقود حتماً الى الفلتان والعسكرة، ومن واجبنا كوطنيّين أن نواجه هذه الظاهرة. واليوم لدينا صحوة كبرى في كل مكان، ولدينا شعور انّ الارهاب يستهدفنا اكثر ممّا يستهدف النظام".
وتابع "لدينا أدلة كثيرة تقول إنّ النظام ركّب تنظيم "داعش" بمساعدة المخابرات الايرانية والروسية، اضافة الى إمارات اسلامية وأخرى تابعة لتنظيم "القاعدة"، شَكّلوا عالماً سلفياً إرهابياً كاملاً موجوداً في مناطق كثيرة، قام بكل الاعمال الشنيعة والارهابية. إنّ خَطفَ المطرانين بولس يازجي ويوحنا ابراهيم، مثلاً، تمّ على يد تنظيم يقوده ابو عمر الكويتي، وهو شخص ايراني يقود كتيبة شيشانية من 200 شخص، وتمّ تسليم المطارنة للنظام، إضافة الى خطف مئات الشبّان الذي خطفتهم هذه التنظيمات وفقاً لقوائم سلّمهم إيّاها النظام. تنظيم "داعش" قتل في تموز الماضي وحده 29 ضابطاً من "الجيش الحر" وصَفّى القيادة الوطنية المدنية الديمقراطية. وفي الوقت الذي كان "الجيش الحر" منشغلاً بمحاربة النظام، كانت الضربات تأتيه من "داعش" ايضاً. أفظع أشكال الارهاب هو إرهاب الدولة لأن لا حدود له، والنظام استخدم ارهاب الدولة منذ اليوم الاول".
وحول ما يحصل من تفجيرات في لبنان وأنه إنعكاس للوضع السوري؟، أعرب كيلو عن تمنيه أن يبقى اللبنانيون بعيدين عن النزاع في سوريا، "حتى لو طلبنا منكم التدخّل، لا تقبلوا. واحدة مِن أجرَم وأفظع أهداف الصراع في سوريا تتمثّل في جَرّ بقيّة العرب إليه".