أكد راعي أبرشية الموارنة في فرنسا والزائر الرسولي على أوروبا، المطران مارون ناصر الجميل "ضرورة إيجاد قضية يرفعها مسيحيّو المشرق في بلاد الانتشار، والاسهام في النهضة الاصلاحية داخل الوطن ـ الأم، وإلا فسيكون مصيرهم الاضمحلال، ويمكن لهؤلاء لعب هذا الدور لأنهم دعاة للحرية الدينية والتنوع والديمقراطية وثقافة "العيش معا".
وجاء ذلك في مداخلة ألقاها المطران الجميل في إطار ندوة حول "مسيحّي المشرق: صوت يجب أن يُسمع"، نظمها المونسنيور شربل معلوف كبداية لسلسلة احتفالات بمناسبة ذكرى مرور 125 عاماً على تكريس كنيسة سان جوليان لوبوفر في باريس بحسب طقس الروم الملكيين الانطاكيين.
وأشار المطران الجميل إلى "ما لمسه أثناء زيارته الأخيرة إلى لبنان، حيث شعر بقلق المسيحيين وغير المسيحيين جراء الوضع السياسي الراهن في منطقة الشرق الأوسط، وتنامي الأصولية والراديكالية والطروحات الذمية وأعمال العنف والتفجير، وما تجره من انعكاسات على الحياة اليومية للمواطنين سواء على المستوى الاجتماعي والعائلي أو التعليمي"، لافتا إلى أنه "لا يمكن للمسيحيين السير خلف الطغاة، ذلك أنهم منفتحون منذ عقود على الحداثة والأفكار الديمقراطية، وإذا استمرت هذه الأحوال فسيضطرون مكرهين لمغادرة وطنهم الأم".
وأكد أن "ما يطالب به مسيحيّو المشرق هو الحرية الدينية والتعددية الديمقراطية والتنوع"، متوجها إلى الغرب والأوروبيين بالقول: "ساعدونا على البقاء في المشرق لزرع ثقافة "العيش معاً" مع الاسلام واليهودية".