ضرب "الإرهاب" من جديد، وللمرّة الثانية خلال أقلّ من خمسة عشر يومًا في مدينة الهرمل..
ضرب "الإرهاب" من جديد، في مشهدٍ بات للأسف مكرّرًا في لبنان، لتتكرّر معه "السمفونية" نفسها عبر الاستنكارات والادانات المتتالية التي تكاد لا تنتهي، استنكاراتٌ لا ترقى طبعًا لمستوى الجريمة المتمادية التي تضرب الوطن، كلّ الوطن، وربما على قاعدة "المداورة" التي باتت "موضة الموسم" لكثرة تردادها هذه الأيام.
وأبعد من "الإرهاب" الذي يصرّ على "حجز" مقاعد بالجملة له في الساحة اللبنانية، فيما "يتفرّج" المعنيّون وكأنّ شيئًا لم يكن، بقيت "الحكومة" تترنّح وسط المطالب والمطالب المضادّة التي تكاد لا تنتهي، والتي عجز انفجارٌ آخر عن جعل بعض من في السلطة يتراجعون عن "شروطهم"..
إرهابٌ في الهرمل..
هكذا إذًا، وللمرّة الثانية خلال أقل من خمسة عشر يومًا، كانت مدينة الهرمل في دائرة استهداف "الإرهاب الممنهَج"..
ففي سيناريو بات مكرَّرًا، وبدا المتغيّر فيه "التوقيت" الجديد عند ساعات الغروب، بعد أن كانت كلّ عمليات التفجير تحصل سابقًا في ساعات النهار، كما المكان المُستهدَف، وهو محطة "الأيتام"، مع ما لـ"الأيتام" من مكانةٍ خاصة في كلّ الأديان، ضرب "الإرهاب" ضربته، حاصدًا المزيد من الشهداء والجرحى الذين يسقطون مرّة تلو المرّة دون أيّ ذنبٍ اقترفوه..
وفي التفاصيل المكرّرة للجريمة الوحشية الإرهابية، عُلم أنّ انتحاريًا دخل بسيارته المفخّخة والمسروقة، على جري العادة، إلى محطة الأيتام على مدخل الهرمل، علمًا أنّ السيارة من نوع من نوع غراند شيروكي لون جردوني، وقد أدّى انفجارها إلى استشهاد عدد من المواطنين وإصابة آخرين بجروح مختلفة، وحصول اضرار مادية جسيمة في الممتلكات.
وكما بعد كلّ انفجار، كرّت سبحة الاستنكارات والادانات، التي يصفها البعض بـ"المملة" التي لا تقدّم ولا تؤخر، دون أن تُترجَم عمليًا على الأرض بإجراءات "استثنائية" من شأنها وضع حدّ لهذا المسلسل "الفظيع"، ولو كثفت بعض الإجراءات الأمنية في عددٍ من المناطق، وهي إجراءاتٌ يعلم الجميع أنّها ليست "الحلّ" ولو كانت جزءًا منه.
الحكومة.. مكانك راوح؟
ومن الوضع الأمني المرشح للتدهور أكثر فأكثر خلال الساعات المقبلة إلى الملف الحكومي الذي لا يزال "عالقا" رغم الاتصالات النشطة التي تمّ رصدها خلال الساعات الماضية وأبرزها لقاءات رئيس الحكومة المكلف تمام سلام بالمعاون السياسي للأمين العام لـ"حزب الله" الحاج حسين الخليل ووزير الطاقة جبران باسيل بشكل منفصل، بعد اتصال كان قد أجراه برئيس تكتل "التغيير والإصلاح" العماد ميشال عون بحسب المعلومات.
وفي حين كشفت مصادر لـ"النشرة" أنّ سلام قدّم "عرضًا" جديدًا لـ"التيار الوطني الحر" يقضي بتوليه حقيبتي الخارجية والأشغال العامة والنقل، إلا أنّ مصادر مواكبة لعملية التأليف رجّحت لـ"النشرة" أيضًا رفض "التيار" لهذا العرض، وتجديده موقفه المبدئي برفض المداورة خصوصاً أن عمر الحكومة سيكون قصيراً وهي بالتالي لن تبقى إلى ما بعد الإنتخابات الرئاسية، في حين تحدّثت مصادر أخرى عن وضع العماد عون شرطًا مقابل التخلي عن وزارة الطاقة وهو إعطاءه وزارة المالية.
في غضون ذلك، يُتوقّع أن يعود خلال الساعات المقبلة "التلويح" بأوراقٍ من هنا وهناك، في ضوء المعلومات التي كشفتها بعض المصادر لـ"النشرة" عن أنّ أحد الأفرقاء السياسيين سيعمد للترويج إلى أن الحكومة ستنبثق خلال الأيام القليلة المقبلة "بمن حضر".
كلمة أخيرة..
في عزّ المعمعة الحكومية، وقبيل انفجار الهرمل الإرهابي، سألت "النشرة" من خلال "التقرير اليومي" عمّا ينتظره المسؤولون ليتحرّكوا لوضع حدّ للجمود الحاصل، وعمّا إذا كانوا ينتظرون جريمة جديدة من النوع الإرهابي الوحشي ليتحرّكوا..
للأسف، هذا ما حصل بالفعل، على أمل أن لا يعود التحرّك هذه المرّة ليترنّح وكأنّ شيئًا لم يكن، بانتظار جريمةٍ جديدةٍ، في زمنٍ بات فيه السباق على الموت يتفوّق للأسف على كلّ ما عداه..