الشيخ عمر ابراهيم الاطرش، الذي تمّ اعتقاله من قبل مديرية المخابرات في الجيش اللبناني بعد عمليات استقصاء ومراقبة مكثفة ورصد لحركة الاتصالات، وجهٌ جديدٌ من الوجوه التي تفتك بالشعب اللبناني، كما تقول بعض المصادر، حيث تشير إلى أنّه شارك في التخطيط والدعم والتنفيذ في عمليات التفجير التي شهدتها الضاحية الجنوبية، لافتة إلى أنّ اعتقال الاطرش يأتي في ظل انجازات كبيرة حققها الجيش في اطار مكافحته للارهاب إذ ألقى القبض على أمير كتائب عبد الله عزام الارهابي ماجد الماجد وغيره من اعضاء التنظيمات الارهابية.
الأطرش وغيره شكلوا مجموعات أمنية تابعة لتنظيم القاعدة ومتفرعاته من جبهة النصرة وكتائب عبدالله عزام وتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام. وفي معلومات خاصة لـ"النشرة" أنّ بداية قصة الأطرش كانت مع الشيخ مصطفى الحجيري الملقب بأبو طاقيّة وهو المحرك الاساس لعمل تنظيم "القاعدة" في البقاع وهو شيخ من عرسال لديه مستوصف ومسجد في البلدة ويملك قوة عسكرية تقدر بـ500 مقاتل، لديها كميات كبيرة من الاسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة وذخائر وعبوات فردية كان قد حصل عليها من مستودعات الجيش السوري في مهين-حمص وجزء كبير منها خزن في الطابق السفلي للمسجد الذي يؤم فيه الصلاة كما يملك سيارات رباعية الدفع عليها رشاشات ثقيلة ومدافع هاون من اعيرة مختلفة، وهو من قام بتجنيد الاطرش منذ انسحاب الجيش السوري من الحدود مع لبنان في السلسلة الشرقية، بالاشتراك مع أمير جبهة النصرة في القلمون ومسؤولها العسكري وهو سعودي الجنسية، وقام هؤلاء بتجنيد الاطرش باعتبار انه رجل دين ما يسهل حركة تنقلاته ومروره على حواجز الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية.
وعلمت "النشرة" أنّ "مخابرات الجيش كانت ترصد منزلا في بلدة مجدل عنجر إحدى قرى البقاع الاوسط يجتمع فيه الى الاطرش، الفلسطيني ابراهيم عبد المعطي ابو معيلق "الملقب بأبو جعفر الذي كان دوره ميدانياً وهو كنز من المعلومات"، إضافة إلى شخص اخر يدعى ع. ص من مجدل عنجر، وقد خرجوا بعد انتهاء الاجتماع وقسموا انفسهم في ثلاثة مواكب، وقام الجيش بالرصد وملاحقة المواكب، وعندما شعر المدعو ع. ص. بأنّ هناك حركة امنية قام باطلاق النار والفرار بسيارته المرسيدس حمراء اللون باتجاه المرج فقامت دورية بتعقبه وهناك تفاجأ بزحمة سير ليترك مركبته والهرب، وقد تم ضبط جهاز ايباد وعبوات مثل الذي كانت تستعمل في استهداف مواكب حزب الله وبعض الخرائط والاسلحة في سيارته، أمّا الفلسطيني ابو جعفر فقتلته دورية تابعة للجيش بعد اطلاقه النار عليها، وقامت دورية اخرى باعتقال عمر الاطرش امام مركز الجمارك في شتورة".
وفي معلومات لـ"النشرة" ان الشيخ "الاطرش كان دوره لوجستياً بصفته رجل دين، فكان ينقل الاحزمة الناسفة والسيارات المفخخة الى من يستلمها منه في بيروت، وهو كان قد وضع احدى السيارات التي انفجرت في حارة حريك في مسجد في بلدة جلالا، وفي المعلومات ايضاً ان الشيخ عرفان المعربوني المعتقل في السجون السورية والاطرش استخدما في بدايات الازمة السورية مستودعات المسجد لتخزين اسلحة وذخائر وتسليمها لاشخاص سوريين كانو ينقلونها الى الداخل السوري، بعد تمويه يقومون به، فكانوا يركنون سيارتهم خارج المسجد، ويدخلون اليه لتأدية الصلاة وتقوم جماعة المعربوني والاطرش بشحن الاسلحة ووضعها في السيارة، وداخل هذا المسجد كانت تعقد اجتماعات لخلايا لبنانية وسورية تعمل في الاراضي اللبنانية وجميعها ينضوي تحت لواء تنظيم القاعدة".
وعلمت "النشرة" ان "هناك شخصا كان يرافق الاطرش في عملياته توارى عن الانظار بعد اعتقال الجيش للاخير".
وبشأن التحرك الذي قام فيه مشايخ من هيئة علماء المسلمين امام وزارة الدفاع والذي طالب باطلاق الاطرش ودان التعرض لرجل دين، علمت "النشرة" ان النبرة المرتفعة التي تكلم بها هؤلاء المشايخ كانت من خوفهم من ان تشمل عمليات الاعتقال رجال دين اخرين مرتبطين ببعض العمليات، واشارت معلومات لـ"النشرة" ان مفتي البقاع الشيخ خليل الميس لم يكن يريد هذه النبرة المرتفعة في خطاب بعض المشايخ ضد الجيش.
إذا كان ما يُسرّب عن اعترافات الأطرش وغيره صحيحًا، فإنّ الحقيقة التي لا لبس فيها ستكون أنّ الإرهابيين استخدموا الدين الاسلامي والمساجد في خدمتهم للأسف، فجندوا الشيوخ لتسهيل حراكهم، واخذوا الدين غطاءً لأعمال لا تتّصل بروح الاسلام من قريب او بعيد، وهو دين التسامح والعطاء، والذي يحرم الفتنة وقتل الابرياء، ويدعو الى محاربة الظالم وليس المظلوم. فهل يعي من يغرّر بهم أنهم لن ينجوا بفعلتهم؟!