استنكر رئيس الهيئات الاقتصادية الوزير السابق عدنان القصار، التفجيرين الإرهابيين اللذين استهدفا الهرمل والشويفات خلال اليومين الماضيين، وأديا إلى استشهاد وجرح مواطنين أبرياء، لافتا إلى ان "العقل الإجرامي الذي برز خلال تفجير محطة الأيتام في الهرمل وحافلة الركاب في الشويفات فاق كل التصور والحدود، وهذا يؤكد مرة جديدة أن الإرهاب لا دين له، ولا يفرق بين اللبنانيين على اختلاف مشاربهم ومذاهبهم وانتماءاتهم السياسية والمناطقية".
ورأى ان "أفضل رد على المؤامرة التي تستهدف اللبنانيين في حياتهم ومعيشتهم، هو في تمتين أواصر الوحدة الوطنية والتعالي عن الجراح والوقوف صفا واحدا، بما يعزز التلاحم الوطني ويحصن الجبهة الداخلية بإزاء ما تتعرض له البلاد من حرب ممنهجة". وقال: "اليوم وفي ظل التهديد الذي يجتاح لبنان من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، لم يعد هناك من مبرر لأي من القوى السياسية، بتجاهل الواقع المستجد وعدم تحريك ساكن، ولذلك بات المطلوب منها أن تتخذ المواقف الوطنية الاستثنائية بما من شأنه أن يحصن السيادة الوطنية ووأد الفتنة التي تطل برأسها بأشكال مختلفة على لبنان واللبنانيين".
واعتبر القصار أن "الاستمرار على النهج السابق، ذاته والبقاء على سياسة التخوين والخطابات التحريضية هو بمثابة ضوء أخضر لأعداء لبنان، لاستباحة الأراضي اللبنانية وتنفيذ مخططاتهم الهادفة، في الدرجة الأولى، إلى تفتيت النسيج اللبناني القائم منذ الأزل على التعايش الإسلامي-المسيحي والإسلامي-الإسلامي".
وشدد على ان "المطلوب في ظل هذه المرحلة المصيرية من تاريخ لبنان، أن يجلس الجميع على طاولة واحدة ووضع خلافاتهم الشخصية جانبا، بغية الاتفاق على جميع العناوين الخلافية الوطنية العريضة، وهو ما من شأنه أن يؤدي الى تنفيس حال الاحتقان بين اللبنانيين"، مؤكدا انه "لا بد كذلك من تأليف حكومة وطنية جامعة تضم جميع اللبنانيين، اليوم قبل الغد لأن البلاد ومصالح اللبنانيين لم تعد تحتمل التأخير بأي شكل من الأشكال، وهذه مسؤولية جميع القوى السياسية، التي آن لها أن تتخلى عن شروطها وتقدم مصلحة الوطن على حساب مصلحتها الخاصة".