ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن "الرئيس الأفغاني حامد كرزاي يجري اتصالات سرية مع حركة "طالبان" بشأن التوصل الى اتفاق سلام، دون أن يشرك في هذه الاتصالات حلفاءه الأميركيين والغربيين".
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين غربيين وأفغان توضيحهم ان "إجراء هذه الاتصالات قد يكون بين الأسباب التي دفعت كرزاي لاتخاذ سلسلة الخطوات الأخيرة التي أثارت غضب الأميركيين، ومنها رفض الرئيس الأفغاني منذ أسابيع التوقيع على الاتفاقية الأمنية مع واشنطن، التي تمكّن القوات الأميركية من البقاء في أفغانستان بعد عام 2014، كما أن كرزاي أصرّ على الإفراج عن عدد من عناصر "طالبان" المسجونين رغم اعتراض واشنطن على هذا القرار".
وأكدت المصادر للصحيفة أن "الاتصالات الخفية مع "طالبان" لم تعد بنتائج تذكر حتى الآن، لكنها أدت الى زعزعة ما تبقى من الثقة بين الولايات المتحدة وكرزاي".
وأشارت الصحيفة إلى أن "عدد المؤيدين للجهود العسكرية في أفغانستان في الكونغرس الأميركي تراجع بشكل حاد، بينما يقول المسؤولون الأميركيون إنهم لم يعودوا واثقين من قدرتهم على الحفاظ على التعاون الأمني مع حكومة كرزاي أو حكومة خلفه الذي سيتم انتخابه في نيسان القادم، ولو على أدنى مستوى".
واعتبرت الصحيفة أن "خيبة الأمل التي يشعر بها الرئيس الأميركي باراك أوباما نتيجة رفض كرزاي التوقيع على الاتفاقية الأمنية، دفعته الى دعوة أكبر قادته العكسريين الى البيت الأبيض لبحث مستقبل المهمة الأميركية في أفغانستان"، موضحة ان "هذه الاتصالات لم تأت حتى الآن بأي اتفاق، كما أنها لم تتحول الى مفاوضات"، معتبرة أنه "من غير الواضح ما إذا كانت "طالبان" منذ البداية تنوي إجراء مفاوضات جادة، أم كانت تحاول إحباط التوقيع على الاتفاقية الأمنية مع الولايات المتحدة".