بدأ العد العكسي لحسم معركة أخذت حيزا كبيرا في الاعلام العربي والغربي. إنها القلمون، التي كانت الحدث الأهم وورقة الضغط لأشهر سبقت المؤتمر الدولي في جنيف الذي جمع لاول مرة الحكومة السورية والمعارضة منذ بداية الازمة.
هذا سوريًّا، أما على الصعيد اللبناني، فالقلمون تحولت الى الحدث منذ عُرفت بأنها مصدر السيارات المفخخة التي ترسل الى لبنان. فهي شكلت الرابط الاساس لنقل النزاع القائم في سوريا الى المناطق اللبنانية، نسبة لتداخلها الجغرافي مع السلسلة الشرقية لجبالها، فطبيعة هذه المنطقة الوعرة صعبت مهمة الجيش السوري و"حزب الله"، الذي وصُف بـ"القوة الضاربة" خلال معارك النظام في سوريا مع مجموعات المعارضة المسلحة، خصوصا في المناطق الحدودية.
وبعد اشهر من الاستعداد، استطاع "حزب الله" والجيش السوري ان يستعيدا مناطق استراتيجية في القلمون، خصوصا تلك التي تؤمن الطريق الدولية من العاصمة دمشق باتجاه حمص-حلب والساحل السوري، كذلك سيطرا على مناطق أمنت نطاق عزل واسع، منعت المعارضة السورية من الاتصال والتنسيق في عملياتها العسكرية بين ريف دمشق والغوطتين الشرقية والغربية.
في هذا السياق، علمت "النشرة" أنّ "حزب الله" والجيش السوري سيحاولان حسم معركة القلمون في الايام المقبلة، قبيل الجولة الثانية من مؤتمر جنيف في العاشر من الشهر الجاري، والتركيز سيكون بشكل اساسي على منطقتي "يبرود" و"رنكوس"، حيث التواجد لاكبر عدد من المسلحين، الذين بلغ عددهم الـ"6000" مقاتل، كما أكد مصدر لـ"النشرة" أن "العالم سيتفاجأ كيف استطاع عشرات المقاتلين من "حزب الله" ان يحسموا المعركة بهذه السرعة".
ولهذا الحسم، اهمية كبيرة بحسب المصادر تكمن في قطع الطريق امام السيارات المفخخة المرسلة الى لبنان، كما انها ستحمي مناطق البقاع الشمالي تحديدا من الصواريخ والتي تشكل القلمون مصدرا لها. أما على الصعيد السوري، فان الامتداد الجغرافي لهذه المنطقة جعل منها ورقة ضغط اساسية في مفاوضات جنيف بين الحكومة السورية ووفد الائتلاف المعارض، خصوصا بعد ان اثبتت الجولة الاولى من المفاوضات ان تقدم الجيش السوري في الميدان اعطى الوفد الحكومي القوة التي مكنته من الوقوف في وجه من حاول عزله سياسيا لاكثر من ثلاث سنوات.
في الجانب الاخر، تحاول المعارضة السورية الذهاب للجولة الثانية من المفاوضات، مدعومة بنصر كبير يتمثل بالسيطرة من جديد على مدينة القصير في محافظة حمص. وفي هذا السياق، كشفت معلومات "النشرة"، بان مجموعات المعارضة المسلحة السورية حاولت استعادة السيطرة على القصير عبر 13 محاولة، في كل مرة كان عدد المسلحين المهاجمين يتراوح فيها بين 300 و500 مقاتل. هذا وتشهد القصير مناوشات بشكل يومي بين هذه المجموعات من جهة وحزب الله والجيش السوري من جهة اخرى. وبحسب المصادر "فان فشل المحاولات المستمرة، دفعت المجموعات السورية المعارضة لاستقدام بعض المقاتلين من لبنان عبر تلكلخ السورية، قتل العديد منهم عبر كمائن أقامها الجيش السوري.
مع اقتناع فريقي النزاع السوري، بات الخيار السياسي هو الطريق الافضل لحل النزاع القائم في سوريا، الا انهما باتا على يقين بانه لا يمكن ان يكون الا من خلال اوراق ضغط ميدانية، تدعم موقف المتفاوضين في جنيف. انها القلمون التي اذا حسمت في الميدان فيها المعركة، فانها ستغير وجه الحل السياسي مع الحرب.