ينشغل أهالي بلدة مزيارة الشمالية منذ أيام بخبر نزل عليهم نزول الصاعقة، وكيف لا، عندما يشعرهم هذا الخبر بأن شبح تغيير ديمغرافية المنطقة المتمثل ببيع الأراضي دقّ أبوابهم.
وفي التفاصيل أن معلومات وصلت الى فعاليات البلدة، تفيد بأن مصرف لبنان في طريقه الى عرض عقار مساحته حوالى مليون و600 ألف متر للبيع، كان لآل نصر قبل أن يعلنوا في الثمانينيات إفلاس مصرفهم الذي كان يعرف ببنك نصر الإفريقي، ووضع البنك المركزي منذ ذلك الحين يده عليه. وعلى رغم أن هذه الأرض المعروضة للبيع، والتي تقع في منطقة تعرف بالسواقي، تتبع عقارياً لمنطقة الضنية، فهي تعني الكثير بالنسبة لأهالي مزيارة لا سيما الميسورين منهم الذين يتخذون منها مصيفاً منذ عشرات السنين وتحديداً منذ إشتراها آل كرم وآل نصر وآل العبد.
"الكارثة في الأمر"، يقول متابعو الملف في مزيارة، " ان المنافسة على شراء العقار المذكور كانت قائمة بين زبون طرابلسي من أبناء الطائفة السنية، وآخر شيعي لم يعرف إذا كان من الشمال أم لا، وفي الحالتين تضرب البَيْعة في حال تمت وجه المنطقة الديمغرافي، لأن مساحة العقار الضخمة تسمح للشاري الجديد ببناء مجمعات سكنية قد يصبح عدد سكانها في يوم من الأيام، أكبر من أهالي مزيارة وهذا أمر لا يمكن التساهل معه، خصوصاً أن التجارب الأخرى على هذا الصعيد لم تكن مشجعة".
على الفور، تحركت فعاليات البلدة وأجرت سلسلة من الإتصالات تبين خلالها أن سمساراً من منطقة الكورة، يسعى الى إنجاز عملية البيع وهو الذي يتفاوض مع الزبونين، كما علم أيضاً أن سعر المتر الواحد بحسب مصرف لبنان لن يتخطى الثمانية دولارات، الأمر الذي يجعل من سعرها يتراوح بين 12 وو15 مليون دولار أميركي. هذه الإتصالات شملت رئيس حركة الأرض طلال الدويهي الذي كلف بنقل القضية الى بكركي إنطلاقاً من الطرح التالي: يتدخل البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي مع مصرف لبنان لوقف البيعة وتجميد الملف الى حين أن يؤمن أهالي مزيارة من بين الميسورين فيهم زبوناً يشتري هذه الأرض، وإذا لم يتأمن المبلغ عن طريق شخص واحد، يتم فرز العقار ويتوزع على أكثر من زبون عندها تصبح عملية البيع أسهل.
إذاً هل تنجح هذه المساعي القائمة لوقف بيعة عقار ضخم كهذا؟ وهل يتحرك ميسورو مزيارة وهم كثر لإنقاذ بلدتهم من تداعيات هذه البيعة؟ وماذا ستفعل بكركي في ملف كهذا وسط إنشغالها بملفات كثيرة حكومية ورئاسية؟
أسئلة لا بد من الإنتظار قليلاً لمعرفة الإجابة عنها.