أشار مفتي صيدا وأقضيتها الشيخ سليم سوسان إلى أنه "عندما يتبلّغ الدعوى ضده من قبل مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني بعد صرفه 40 مليون ليرة للمجلس الإسلامي الشرعي الأعلى "الممدد ولايته"، لكل حادث حديث"، مؤكدا أنه "حتى مساء أمس لم يتبلغ أيّ خبر في هذا الخصوص"، قائلا: "لست مهتما أبدا لهذا الموضوع، من باب المصادفة أن المفتي كان زميل دراسة، وكنّا في الصف عينه، نعرف بعضنا تماما، من جهتي أنا حريص على موقع الإفتاء في لبنان، وليفعل المفتي ما يريده، تصعيده لن يقدّم أو يؤخّر، إنّما سيزيده ارتباكا".
وأوضح في حديث صحافي أن "ما قام به ليس قرارا شخصيّا، أو مبادرة فردية، بل تنفيذ لقرار المجلس الشرعي المتخذ منذ أكثر من 10 سنوات، إذ تمول دوائر الأوقاف الإسلامية في لبنان موازنة المجلس الشرعي السنوية، ومنها دائرة أوقاف صيدا، أمّا إذا كان المفتي قبّاني لا يعترف بالمجلس الشرعي بإدارة الوزير السابق عمر مسقاوي، فهذه مشكلته"، قائلا: "حتى إن اتصل المفتي بالمصارف، فلن يجد نفعا في ذلك، لأن كل ما قمت به قانوني ونظامي، وقد سبق أن صدرت قرارات عن مجلس شورى الدولة تبطل قرارات المفتي وتؤكد صوابية المجلس".
وشدد سوسان على بقائه في موقعه في دار الأوقاف الإسلامية "على مسافة واحدة من الجميع، وإن كان هذا الأمر لا يرضي جهة معيّنة، فلتتصرَّف كما تريد"، مضيفا: "سبق أن صعّد المفتي ولم يصل إلى نتيجة أو يحصّل شيئا يذكر".
من جهته، قال مدير عام الأوقاف الإسلامية الشيخ هشام خليفة: "لا علم لي في ما لو اتَّخذ المفتي قرار اللجوء إلى المحكمة"، موضحا الخطأ الذي ارتكبه سوسان، قائلاً: "دوائر الأوقاف الإسلامية في المناطق اللبنانية كافة تقدّم حصة لدعم ميزانية المجلس الشرعي، إلا أنّ الشيخ سوسان أرسل مبلغاً من المال إلى المجلس الشرعي المنحل عوض المجلس الشرعي الجديد".
بدوره، إعتبر الأمين العام للمجلس الشرعي الإسلامي الأعلى الشيخ خلدون عريمط أن "المفتي محمد رشيد قبّاني مستمرّ في تجاوز القوانين وفي خطف دار الفتوى وتحويلها "سلعة" تباع وتشترى، وما زال رهينة خياراته الأمنية والسياسية، ولم يعد صالحاً أو مؤهّلاً لأن يبقى في هذا الموقع، لأنّ استمراره يشكّل خطراً على الدور الإسلاميّ لأهل السُنّة والجماعة وعلى موقع مفتي الجمهورية"، معربا عن "امتعاضه من تصرّفات المفتي"، قائلاً: "تقديم دعوى ضدّ مفتي صيدا ومنطقتها تصرف أرعن، فالشيخ سوسان كان ولا يزال صمام أمان للوحدة الوطنية، ويشكّل قاسماً مشتركاً بين القوى السياسية كافة في صيدا"، قائلا: "كان الأجدر بقبّاني بعدما فقد شرعيته أن يقدّم للشيخ سوسان درع الوحدة الوطنية، وكان من الأولى تقديم دعوى ضدّ المفتي قبّاني، لأنه ضرب الوحدة الإسلامية في صيدا".
أما المسؤول الإعلامي في دار الفتوى خلدون قواص فقال: "ليس لدي أي علم مسبق في المنحى الذي سيتخذه المفتي قباني".