لا شك أن الاقتصاد اللبناني يعيش في حالة من الركود الاقتصادي، وانعدام النمو وذلك بسبب الاوضاع الامنية والسياسية التي يعيشها لبنان منذ بدء الازمة السورية، وفي ظل غياب الحكومة منذ استقالة حكومة نجيب ميقاتي منذ 11 شهراً.
بإنتظار صدمة إيجابية...!
يشير الخبير الاقتصادي ايلي يشوعي الى ان "السيولة المالية متوفرة في المصرف المركزي، الذي بلغت الودائع فيه مبلغ 140 مليار دولار، في ظل عدم خروج للرساميل من لبنان، بمقابل ذلك لا يوجد نية لاستعمال هذا المال في الاستثمار وذلك خوفاً من الاوضاع الامنية والسياسية، وهذا ايضاً ينعكس على المستهلك الذي اصبح يوجه امواله الى الضروريات مثل الطعام والمحروقات وفاتورة الهاتف والانترنت، وهو يطبق المثل الشعبي "خبي قرشك الابيض ليومك الاسود"، في ظل ما نعيشه من خضات امنية وسياسية".
ويوضح، في حديث لـ"النشرة"، ان التوقعات للاقتصاد اللبناني لهذا العام ليست ايجابية وهي سلبية، وتتأثر بالازمة السورية التي تنعكس على لبنان، وايضاً غياب الحكومة يساهم بذلك، لكن تشكيلها لا يضع حداً لتلك السلبية، لان العامل الاقليمي يبقى الحدث الابرز على هذا الصعيد، ويلفت الى ان القطاعات الانتاجية في تراجع، ولن يكون هناك نمو في لبنان عام 2014.
ويلفت يشوعي الى انه ومع اقتراب عيد "العشاق" ومهما كانت نسبة المبيعات لن تؤثر في حركة الاقتصاد، ومن يريد ان يشتري هدية "هو الغارق في الحب الى اذنيه" لان المستهلك لا يعير اهمية في مثل هذه الظروف الى تلك المناسبات.
ويرى ان "الاقتصاد اللبناني بانتظار صدمة ايجابية على الصعيد الاقليمي، يمكن ايضا ان تأتي من الداخل عبر اتفاق سياسي بين الافرقاء، من اجل ان يسجل بعض الانفراجات الايجابية على الاسواق والمستثمرين والمستهلكين، في ظل اقفال لعدد كبير من الشركات وصرف للعمال".
حسومات تشجيعية..
وفي جولة لـ"النشرة" في شارع الحمراء، تبين ان معظم المحال التجارية أجرت حسومات وصلت الى 70 بالمئة على الثياب والهدايا الخاصة بعيد "العشاق"، وذلك من اجل تشجيع المستهلك على الشراء.
ويشير أمين سر لجنة تجار شارع الحمراء السابق أيمن البسام الى ان "السوق يعيش في حالة من الركود والتراجع في المبيعات، وهو انحدر بنسبة 10 بالمئة عن سنة 2013 و40 بالمئة عن سنة 2012"، وان حركة الاسواق بشكل عام خجولة، ولم تتحرك حتى مع اقتراب موعد "عيد العشاق" الذي عادة ما يشهد حركة شراء كبيرة"، ودعا البسام السياسيين الى تشكيل حكومة لان ذلك سيؤثر ايجاباً على الوضع الاقتصادي والامني، مما يعطي ثقة للمستهلك والتاجر.
ويتفق تجار التقتهم "النشرة" مع البسام على ان الشلل والركود يسيطر على السوق في ظل الوضع الامني غير المستقر في البلد ما ينعكس سلباً على وضع السوق، وكانت هناك دعوات منهم لتشكيل حكومة، والاهتمام بالوضع الاقتصادي.
تصوير تلفزيوني علاء كنعان