رأت صحيفة "كوميرسانت" الروسية ان وسائل الاعلام الغربية "تواصل حملتها الدعائية المعادية لروسيا، التي تستخدم فيها عبارات تعود الى ايام الحرب الباردة"، لافتة الى ان "المسألة الاساسية التي تناقشها وسائل الاعلام الغربية هي الاوضاع في اوكرانيا". واوضحت الصحيفة ان "نقطة الخلاف في الموضوع هي مسألة توقيع كييف اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الاوروبي، التي تم اعدادها ضمن اطار برنامج الاتحاد "الشراكة الشرقية"، فبعد ان اطلعت القيادة الاوكرانية على مضمون الاتفاقية وتحليل نتائجها الاقتصادية في حال تنفيذ بنودها، قررت تأجيل التوقيع عليها".
ولفتت الصحيفة الروسية الى ان "هذا القرار ادى الى عاصفة من الانتقادات من جانب الاتحاد الاوروبي، ونقطة انطلاق المواجهات الداخلية في اوكرانيا. ومنذ البداية اعلن واضعو مشروع "الشراكة الشرقية"، انه لا يتضمن عناصر للمواجهة، بل يهدف الى تقديم المساعدة للدول الواقعة على الجانب الشرقي من رابطة الدول المستقلة، لحل مشاكل التنمية والتحديث، دون التشكيك في جيرانها ومن ضمنهم روسيا الاتحادية. ولكن بعد وقت قصير وضعت امام جيراننا المشتركين مع الاتحاد الاوروبي المسألة بصورة مغايرة – هل انتم مع روسيا ام مع الاتحاد الاوروبي، في حالة اختياركم الاتحاد الاوروبي، يعني تنفيذ كافة مطالب بروكسل، حتى اذا لم تتفق مع التزاماتكم السابقة ضمن اطار رابطة الدول المستقلة".
وقالت الصحيفة ان "هذا الموقف لا يروق لروسيا، ومع ذلك نحن انطلقنا وننطلق من ان من حق أي دولة ذات سيادة اختيار اتجاه تطورها، والمشاركة في أي هيكل تكاملي، ونحن لم نحاول ابدا فرض أي شيء على احد، لأننا ندرك ان التكامل يكون متينا عندما يبنى على المصالح المتبادلة". وشددت على ان "هذا موقفنا فيما يخص اوكرانيا ايضا، ونحن اوضحنا لأصدقائنا الاوكرانيين، ان تغير قواعد اللعبة الاقتصادية من جانبهم سيؤدي الى ردود فعل مكافئة من جانب روسيا تتناسب والمعايير الدولية ومن ضمنها معايير منظمة التجارة العالمية".
ولفتت "كوميرسانت" الى "اننا كنا نتوقع ان يحترم شركاؤنا في الاتحاد الاوروبي حرية اختيار الشعب الاوكراني، ولكننا فوجئنا عندما ادركنا ان مفهوم ممثلي الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة "الاختيار" الحر للأوكرانيين قد حدد وهو "المستقبل الاوروبي"، ولا يمكن القبول باعتبار تغير عملية التعبير الديمقراطي بـ"ديمقراطية الشارع"، ومحاولة بضعة آلاف من المتظاهرين الضغط على السلطة، بانها صوت الشعب".
واشارت الى ان "حدوث الاضطرابات واعمال العنف في أي عاصمة من عواصم الاتحاد الاوروبي تفسر مبدئيا كما يجب، أي تعتبر تهديدا للأمن والاستقرار والديمقراطية، ولم يحاول الجانب الروسي وضع هذا الموقف موضع الشك، لذلك لم يرسل ممثليه الى اوكرانيا ليوزعوا البسكويت على المتظاهرين".