خيم موضوع تأليف حكومة الرئيس تمام سلام بقوة على اجواء محادثات رئيس مجلس النواب نبيه بري مع المسؤولين في الكويت، الذين يأملون نجاح الافرقاء والقوى السياسية التي اتفقت على الجلوس معا الى طاولة مجلس الوزراء في تخطي الحواجز والصعوبات في ما بينها، مع تشديدهم على عدم التقصير في دعم لبنان وحكومته. واللافت أن الشارع الكويتي يتناول أخبار الحكومة والتطورات التي رافقت ولادتها القيصرية، ويدقق في اسماء الوزراء وتوزيعها السياسي، ومن دون ان ينسى السؤال عن الحقائب السيادية. وما اذا كان الوزراء عندنا درجة اولى او ثانية!
وفيما كان بري يلقي كلمة في عشاء جامع أقامته السفارة اللبنانية في الكويت في فندق شيراتون مساء أول من أمس في حضور حشد من الوجوه الاغترابية، كان الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله يتحدث عبر الشاشة اللغة نفسها في اجتماعهما على دعم الحكومة السلامية، مهما تلقت من سهام ورسائل ملغومة من بعض الشخصيات، وان محسوبة على 8 آذار.
وبرزت النقاط المشتركة في الخطابين حيال التسوية التي أدت الى النهاية السعيدة في هذا التأليف.
ويرد بري على الذين يعترضون على التوليفة الحكومية: "كرمال 2 او 3 بدناش نعمل حكومة تمشي البلد، الذي ينهار امام اعيننا، بدل ان نجلس معا ونهب لنجدته وانقاذ شعبه من التحديات التي تحاصره؟".
ولم يدخل في تسمية الاسماء المعترضة، لكنه صوب عليها أكثر" الحكومة24 عضوا وهناك 240".
هذا الكلام قاله بري في الكويت وهو في طريقه الى المطار متوجها الى طهران للمشاركة في أعمال الدورة التاسعة لمؤتمر اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الاسلامي.
ويستكمل حديثه وهو في الطائرة التي تحتاج الى 65 دقيقة للوصول الى العاصمة الايرانية، ليؤكد مرة أخرى ان المطلوب من حكومة سلام اتباع قواعد الحوار، لانه السبيل الامثل والانجع في علاج الأزمات وتطبيقها بدل انتقالها الى الشارع.
ولا يوافق على الضجة القائمة حيال "اعلان بعبدا" لان كل المسائل ستأخذ المساحة المطلوبة من النقاش في البيان الوزاري. هناك أمور لايمكن التراجع عنها وثمة أخرى تبقى قابلة للأخذ والرد"، وان كان يتوقع" حصول مشكلة" في موضوع ثلاثية الشعب والجيش والمقاومة". ويبقى المهم عند رئيس المجلس ان كل المواضيع ستناقش هذه المرة في ظل حكومة سياسية جامعة ومن دون التقليل من الخطر الأمني.
ويدعو الى تخيل سيناريو ما كان يعدّه الموقوف نعيم عباس في حال نجاحه في تنفيذ مخططه في الضاحية الجنوبية وتفجير سيارة مفخخة في حي شعبي بغية ايقاع اكبرعدد من الضحايا، لولا العناية الالهية والجيش".
ويضيف: "انظروا الى احوال المغتربين اللبنانيين وما يحققون من نجاحات، ولنأخذ الجالية في الكويت على سبيل المثال. لقد حدثني عنها باعجاب رئيس مجلس الأمة. ونحن في الداخل نختلف على الحقائب السيادية وحصرها في أيدي عدد من الطوائف وحرمان أبناء طوائف أخرى. لا انسى كمال جنبلاط عندما تسلم وزارة الداخلية وادارها بنجاح ، والأمر نفسه ينطبق على مجيد ارسلان في وزارة الدفاع، فضلا عن شخصيات كاثوليكية تولت الخارجية. اطلقنا وزارة المغتربين واختلفنا على اسم من يوزر فيها. انشأ السوريون في ما بعد هذه الوزارة في بلدهم ونحن ألغيناها. من يصدق ان ثمة 9 ملايين لبناني في البرازيل؟ ومن يسأل عنهم؟ المطلوب وزارة للمغتربين، وهي السيادية عن حق، فضلا عن حقيبة للتخطيط تقود ادارات الدولة ومؤسساتها بدل ان يستمر كل واحد عندنا في التخطيط على هواه وذوقه وكفى".
وتوقف عن الكلام عندما طلب قائد الطائرة من الجميع الجلوس في المقاعد استعدادا للهبوط في مطار طهران. وكان في استقبال بري نائب رئيس مجلس الشورى محمد رضا بهونار والسفير فادي حاج علي والمسؤولون عن مكتبي حركة " أمل" و"حزب الله" في ايران. وابدى بري حماسته لموضوع الديبلوماسية البرلمانية بين الشعوب، وهذا ما سيركز عليه في المؤتمر الذي يبدأ اليوم الثلثاء بمشاركة ممثلين لـ 30 بلدا، وبعيد وصوله الى مقر أقامته، عقد ورئيس مجلس الشعب السوري محمد جهاد اللحام جلسة في حضور النائبين قاسم هاشم ونوار الساحلي.