أكد القيادي في حركة "حماس" صلاح البردويل أنّ علاقة الحركة مع "حزب الله" في لبنان مستقرة، نافيا وجود مشاكل بين الجانبين، لافتاً في المقابل إلى أن العلاقة مع إيران، ليست سيئة وليست في أحسن أحوالها، متحدّثاً عن محاولاتٍ لترميمها.
وفي حديث إلى "النشرة"، أوضح البردويل أنّ المشكلة في سوريا أثرت على هذه العلاقة "لأن حماس وقفت عند مبادئها ورفضت أن تبيع أي موقف لأي جهة، بالتالي كان هنالك أثر سلبي في العلاقة مع إيران لأنها كانت داخلة في الموضوع السوري بكل قوة"، لكنه أمل أن تنجح مساعي ترميم العلاقة على أساس تقاطع المصالح المشتركة والقواسم "بعيداً عن أن تضغط علينا او نضغط عليها".
"حماس" لم ولن تتصل بالعدو
وعلق البردويل على ما زعمه الإعلام الإسرائيلي حول قيام رئيس الوزراء في حكومة "حماس" المقالة بغزة إسماعيل هنية بإرسال رسالة إلى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو حول التهديدات الإسرائيلية شن ضربة عسكرية على غزة، فلفت إلى أنه من البديهيات ومن المعروف أن العدو الإسرائيلي هو عدو استراتيجي لحركة "حماس" والشعب الفلسطيني، ويستخدم كافة الأسلحة بما فيها الاسلحة المحرمة دولياً للقضاء على "حماس"، ومن ضمنها سلاح الاعلام، والفبركات الاعلامية التي هي بالأساس صناعة إسرائيلية قبل ان تكون صناعة مصرية أو من بعض الجهات العربية.
وأشار البردويل إلى أنّ هذه المزاعم الإسرائيلية تأتي في سياق الحرب النفسية والإعلامية على المقاومة الفلسطينية، إذ إنه ليس من مصلحة إسرائيل على الإطلاق أن تلتف الشعوب العربية حول المقاومة، ومن مصلحتها تشويه المقاومة واضعافها أمام التأييد والدعم الشعبي العربي.
وشدد البردويل على أن حركة "حماس" "لا تتصل ولن تتصل بالعدو الإسرائيلي، إذ كانت هذه أمُنية لديهم ولم نحققها، وإن كانت كذبة فعلى الأمة ألا تصدقها وبالتأكيد هي كذبة".
إسرائيل تشعر أن هناك مقاومة شرسة تقف لها بالمرصاد
وفي ما يتعلق بالتهديدات الإسرائيلية لغزة ولحركة "حماس" بشن ضربة عسكرية عليها وتدمير الحركة، أوضح البردويل أنه إذا ضمنت إسرائيل ألا يكون هناك رد فعل قوي عليها من قبل فصائل المقاومة في غزة، وأن مغامرتها ستكون سهلة في غزة، فإنه من مصلحتها أن تقوم بتوجيه ضربة عسكرية على القطاع، لافتاً إلى أنه إذا شعرت إسرائيل وفق حساباتها بأن هذه الضربة ستكلفها الكثير وستفاجئها بما لم تكن تتوقعه، فإنها ستتراجع ولن تقوم بمثل هذه الضربة وستكتفي بإظهار "العضلات" بين الفينة والأخرى، والتصريحات والتهديدات الاعلامية التي تمارسها.
وأوضح البردويل أنّ إسرائيل وقياداتها غير مبرأين من أي جريمة مكن أن تُرتَكَب بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، مشيراً إلى أن ما يمنعها من فعل ذلك في هذه المرحلة هو شعورها بأنّ هناك مقاومة شرسة ستقف لها بالمرصاد وسترد عليها وتواجهها.
لا نجري اتصالات مع مصر أو غيرها
وردًا على سؤال حول ما إن كانت "حماس" تجري اتصالات مع مصر، قال البردويل: "لا نجري اتصالات مع مصر وغير مصر في ما يتعلق بالتهدئة المبرمة في قطاع غزة بين الفصائل الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، لافتاً إلى أن مصر تجري دور الوسيط منذ سنوات عدة، والمخابرات المصرية تعمل بنفس الوتيرة من أجل تحقيق هدفين، الأول التهدئة إذ إنّ مصر تستطيع أن تتحمل تبعات أي حرب إسرائيلية على غزة، والثاني هناك اتصالات من أجل المعابر وتسهيل حياة المواطنين في غزة فقط.
وأضاف: "هذا ما يحدث موسميا ولا يحدث باستمرار، وحماس لا تتصل كثيراً لا بمصر ولا غير مصر".
وشدد البردويل على أنه في حال حصول أي عدوان إسرائيلي جديد على قطاع غزة، "فإننا سنواجهه بقوة تجعله يرتدع، والمقاومة تفهم شيئًا واحدًا وهو أنّ الطلقة تواجه بطلقة، والقذيفة بالقذيفة".
وقال البردويل إنه من واجب الأمة العربية والإسلامية أن تدافع عن الشعب الفلسطيني، لافتاً إلى أنه لو تخلت الأمة العربية عن دورها فإن الشعب الفلسطيني سيدافع عن نفسه بكل قوة.
المقاومة ستظلّ شوكة
وحول العزلة التي تعيشها حركة "حماس" في قطاع غزة، رأى مسؤول الدائرة الإعلامية في الحركة أنّ من يحملون الرسالات يتعرضون دائمًا لهذه العزلة، مشيراً إلى أنّ الأنبياء أنفسهم تعرضوا للعزلة.
وأوضح البردويل، أن الإعلام الإسرائيلي والأميركي حرص على عزل المقاومة الفلسطينية كي يتم القضاء عليها، وعلى أي شكل من أشكال المعارضة.
وأضاف: " فلسطين إذا مسحت عن الخارطة هذا سيريحهم إلى الأبد، لكن المقاومة ستظل شوكة حتى لو كانت في ظهرها عزلة لكننا نحن لسنا في عزلة كاملة، إذ لنا اصدقاء وشعوب تؤيدنا"، وتابع: "الأنظمة العربية مهترئة ونائمة، ولكن في النهاية حتى لو كانت هناك عزلة ولكن هذا ثمن يدفعه حملة المبادئ والرسالات".