لم تستبعد مصادر مواكبة للتحقيقات الجارية مع الموقوفين اللبنانيين حسن أبو علفة وإبن عمه محمود أبو علفة "احتمال الإمساك بخيوط رئيسة تتعلق بالتفجيرين الانتحاريين أمام السفارة الإيرانية في بيروت في 19 تشرين الثاني الماضي في ضوء اعتراف الأول بأنه كلف من الشيخ سراج الدين زريقات أحد قادة "كتائب عبدالله عزام" استطلاع مبنى السفارة قبل ثلاثة أسابيع من تفجيرها".
وأكدت المصادر لصحيفة "الحياة" أن "إعتراف حسن أبو علفة بتكليفه مراقبة مبنى السفارة الإيرانية واستطلاع الأمكنة المحيطة بها، يمكن ان يفتح الباب أمام وضع اليد على تفاصيل جديدة تقود الى تحديد الأشخاص الذين كانوا وراء استهدافها"، لافتة إلى أن "التحقيقات جارية مع حسن أبو علفة وإبن عمه محمود، اللذين أوقفتهما شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي وادعى عليهما مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر، وأحالهما على قاضي التحقيق العسكري رياض أبو غيدا وأصدر في حقهما مذكرة توقيف".
وأشارت المصادر المواكبة للتحقيقات إلى أن "محمود أبو علفة كان سجل اسمه على لائحة الانتحاريين لدى المجموعات الانتحارية التابعة للشيخ زريقات، لكنه تريث في اتخاذ قراره تنفيذ عملية انتحارية وكلّف لاحقاً استطلاع محيط مبنى المستشارية الثقافية الإيرانية ومبنى تلفزيون "المنار" لكنه لم يبعث بتقريره المتعلق باستطلاع المبنيين الى زريقات"، موضحة أن "زريقات كان يكلف أكثر من شخص استطلاع الأمكنة نفسها التي يخطط لتفجيرها، بغية إجراء مقارنة بين التقارير التي كانت ترسل اليه في خصوصها تمهيداً لتحديد ساعة الصفر ليطلب من مجموعاته تفجير الأمكنة المستهدفة".
وأكدت أن "محمود أبو علفة كلف مراقبة مقر الرئاسة الثاني في عين التينة واستطلاع الأمكنة التي يقيم فيها رئيس المجلس النيابي نبيه بري وكان يصطحب معه بعض الأشخاص أثناء قيامه باستطلاع المبنى من دون أن يعرف هؤلاء بأمر العمليات المكلف به من زريقات"، مشيرة إلى أن "اصطحاب محمود لبعض الأشخاص الأصدقاء كان بهدف عدم لفت الأنظار اليه وهو يراقب مقر الرئاسة الثانية من المداخل المؤدية اليه، لا سيما من محلة ساقية الجنزير وتحديداً من المنطقة الواقعة بين محطة الطبش وعين التينة، إضافة الى الممر المؤدي الى مقر بري عبر الطريق التي توصله بشارع فردان".
وكشفت المصادر، استناداً الى التحقيقات التي أجريت معه ان "محمود كلف مراقبة الحواجز الأمنية المنتشرة عند المداخل المؤدية الى مقر بري في عين التينة"، لكنها لم تستبعد في الوقت نفسه ان "يكون زريقات كلف أشخاصاً آخرين بهذه المهمة الاستطلاعية"، مشيرة إلى أن "محمود أبو علفة تولى أيضاً مراقبة منزل الوزير السابق وئام وهاب في محلة بئر حسن في مقابل ثكنة هنري شهاب التابعة للجيش اللبناني واستغل عمله لدى أحد مطاعم الوجبات السريعة وتمكن من الوصول الى المبنى الذي يسكن فيه، خصوصاً أنه دخل منزله لأكثر من مرة لإيصال الوجبات السريعة".
ونفت المصادر المواكبة ان "يكون هناك أي ارتباط بين نعيم عباس الموقوف لدى مديرية المخابرات في الجيش اللبناني وبين محمود أبو علفة وإبن عمه حسن"، لافتة إلى أن "الأخير التحق بـ"كتائب عبدالله عزام" عام 2010 وخضع لدورات تدريبية عدة داخل الأراضي السورية ولديه خبرة واسعة في تجهيز العبوات وتفجيرها"، لافتة إلى أن "عباس كان فصل من "كتائب عبدالله عزام" ليعمل لدى "جبهة النصرة" و"داعش" وبالتالي يمكن التعامل معه على أنه متعهد لإحضار الانتحاريين وتنفيذ العمليات الانتحارية لمصلحتهما".
وأضافت ان "عباس أفرغ ما في جعبته من معلومات فور توقيفه لدى مخابرات الجيش، بينما تمكنت شعبة المعلومات وبصعوبة من انتزاع بعض الاعترافات من حسن أبو علفة الذي لديه خبرة في التحايل على المحققين وتضليلهم وقد اكتسبها من خلال مطالعته عدداً من الكتب في هذا المجال، وتمكنت الشعبة من مصادرة كتيّب في هذا الخصوص وجدته في منزله اضافة الى مصادرتها جهاز كمبيوتر نقال كان يستخدمه في التواصل مع الآخرين وتقوم حالياً بتحليل المعلومات الموجودة فيه"، موضحة أنه "لو كانت هناك علاقة بين عباس وحسن أبو علفة وإبن عمه محمود لكانا تواريا عن الأنظار فور شيوع نبأ توقيفه"، لافتة إلى أن "حسن يتواصل باستمرار مع أحد قادة "كتائب عبدالله عزام"، المدعو أبو محمد توفيق طه الموجود في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين، اضافة الى تواصله مع زريقات بواسطة موقع "سكايب" للتهاتف عبر الانترنت، كما تبيّن أنه كان يتواصل على "سكايب" مع شخص آخر هو موقوف في تركيا".
وعلمت "الحياة" من المصادر المواكبة أن "شعبة المعلومات استمعت لساعات الى إفادة زوجة حسن وهي "منقبة"، وتبيّن من خلال التحقيقات معها أنه كان يطلب منها الاتصال بواسطة هاتفها الخليوي للتحدث مع أشخاص وتحديداً مع امرأة يعتقد بأنها على تواصل مع زريقات"، مؤكدة أن "محمود أبو علفة الذي كلف مراقبة مقر المستشارية الثقافية الإيرانية ومبنى "المنار" لم يكن على علم باستهداف "المستشارية" وأن اعترافاته جاءت بعد حصول الانفجارين.
وكشفت المصادر أن "حسن استفاد من مهنته سمكري وأنه بحكم عمله كان يدخل بعض البيوت والأماكن الحساسة لإصلاح الأعطال واستفاد من استطلاعه عدداً من الأمكنة، خصوصاً أنه يجمع بين التنفيذ والاستطلاع، إضافة الى انه كان يخطط لاستهداف بعض المراكز الأمنية التابعة للمؤسسات العسكرية"، مضيفة أنه "تردد أن محمود هرب من مكان إقامته في الطريق الجديدة واختفى لأيام قبل توقيفه في منزل شقيقته في الأشرفية، كما تـردد أنـه يـتعاطى الحبوب المخدرة".