على الرغم من النفي الذي حاولت بعض فاعليات بلدة عرسال تسويقه، بعد إنتشار الأنباء عن إعدام جبهة "النصرة" في البلدة مواطنين سوريين بسبب تأييدهما النظام السوري برئاسة بشار الأسد، إلا أن مصادر مطلعة تؤكد لـ"النشرة" حصول العملية، وتكشف عن بعض المعطيات التي تؤشر إلى سيطرة الجبهة على القرار الفعلي في البلدة.
في البداية، توضح المصادر أن بعض فاعليات البلدة حاولت وضع ما حصل في سياق الصراع بين مهرّبين سوريين وخلافات مالية وقعت في ما بينهم، رافضة الإعتراف بوجود "النصرة" داخلها، إلا أنها تشير إلى أن الجبهة كانت قد أصدرت بياناً واضحاً في وقت سابق هدّدت فيه المدعو محمود الكوز وإخوانه بالقتل، وتلفت إلى أن من قتلا هما شقيقاه علي ومحمد.
بالإضافة إلى هذا البيان التهديدي، تكشف المصادر عن بيان آخر هددت فيه الجبهة من يتعاون مع الأجهزة الأمنية من أبناء البلدة، وتشير إلى ورود نحو 15 إسم فيه، وتلفت إلى رمي قنبلة قبل أيام على منزل أحد أبناء عرسال من المتهمين بالتعاون مع تلك الأجهزة، وتعتبر أن هذا يدلّ على أنّ الجبهة جدية في التهديدات التي تطلقها، وهي فعلياً تحكم سيطرتها على البلدة.
وبالعودة إلى عملية الإعدام التي حصلت، توضح المصادر أنها تمت في جرود عرسال، حيث تم العثور على إحدى الجثتين، في حين لم تظهر الجثة الثانية، الأمر الذي يرجح أن يكون صاحبها نقل إلى داخل الأراضي السورية، وهو ربما لا يزال على قيد الحياة.
وترى المصادر أن الجماعات الأصولية التي تحكم سيطرتها على منطقة جبال القلمون السورية تعتبر عرسال إمتداداً حيوياً لها على أكثر من صعيد، وبالتالي من غير المستغرب أن تفرض سيطرتها عليها عبر أكثر من وسيلة، وتؤكد أن من في البلدة لم يعد ملك أهلها الذين يعبّرون في الكثير من الأحيان عن إمتعاضهم من هذه الحالة، لا سيما أن مخاطرها كبيرة جداً عليهم، نظراً إلى أن هذه الجماعات تسعى إلى إشعال فتنة مذهبية كبيرة في منطقة البقاع الشمالي بهدف توسيع رقعة المعارك.
وتشدد المصادر على أن المخاوف باتت كبيرة جداً، خصوصاً أن القوى السياسية الفاعلة هناك لن تستطيع في كل مرة ضبط الشارع إذا ما استمر الوضع على ما هو عليه، وترى أن الأمور تنفجر في حال وقوع أي حادث كبير.
وفي هذا السياق، لا تتردد المصادر في الكشف عن الجهات العاملة على هذا الملف، حيث تشير إلى شخص عراقي الجنسية يتحرك بين عرسال ويبرود، مسؤول عن عمليات تفخيخ السيارات التي ترسل إلى لبنان، والتي يتولى شخص آخر يدعى س. أ تحريكها في المناطق اللبنانية المختلفة.
بالإضافة إلى ذلك، تلفت إلى نفوذ جبهة "النصرة"، الممتد من يبرود إلى عرسال، بالإضافة إلى كل من "الجبهة الإسلامية" وتنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، إلا أنها تؤكد أن "النصرة" هي صاحبة التأثير الأكبر في عرسال.
في المحصلة، تتخوف المصادر من تدهور الأوضاع بشكل سلبي في أي لحظة، وتشير إلى أن المسؤولية باتت كبيرة جداً على مختلف القوى الفاعلة من أجل مساعدة أبناء عرسال على الخروج من هذه الأزمة سريعاً، وتؤكد أن الوضع لم يعد يحتمل وفي كل يوم يزداد صعوبة.