استنكر الناطق باسم بطريركية الروم الأرثوذكس في القدس المحتلة الأب عيسى مصلح قرار الكنيست الإسرائيلي باستكمال النقاش حول مقترح قانون النائب من حزب "الليكود" الحاكم موشيه فيغلين بنزع السيادة الأردنية الفعلية عن المسجد الأقصى المبارك وتحويلها إلى السيادة الإسرائيلية، والمتمثل في وضع مقترحات لترتيب صلوات يهودية في المسجد وفتح جميع أبوابه أمام المستوطنين والمتطرفين اليهود.
وفي حديث إلى مراسل "النشرة"، في فلسطين محمد فروانة، شدّد مصلح على أن الاقتحامات والاعتداءات على المسجد الأقصى تأتي في إطار التهويد المتواصل من قبل حكومة الاحتلال الإسرائيلي وتنفيذاً لمخططاتها العدوانية، محذراً من أنهم "اليوم يعتدون على المسجد الأقصى، وغداً سيعتدون على كنيسة القيامة".
القضية الفلسطينية أصبحت مغيّبة
ونبّه مصلح إلى أنّ المسجد الأقصى اليوم، يتعرض لاعتداءات إسرائيلية ممنهجة بكافة الأشكال، "ومن واجبنا كمسيحيين أن نقف ونتضامن مع اخواننا المسلمين في وجه كل الممارسات الإسرائيلية، وما تتعرض له القدس، والمسجد الأقصى من تهويد ديني وديموغرافي".
ولفت مصلح إلى أن الدول العربية، ونتيجة لما يسمى بـ"الربيع العربي"، أصبحت منشغلة بنفسها، حتى صارت القضية الفلسطينية مغيبة، ولم تعد حاضرة ولها مكانة على سُلم أولوياتها، وحتى في اجتماعاتها.
على العالم أن يدرك خطورة ما نتعرض له
وناشد الناطق باسم البطريركية الأرثوذكسية العالم العربي والإسلامي والمسيحي بأن يدركوا الخطر المحدق في الأراضي المقدسة، وما تتعرض له المساجد والكنائس من اعتداءات متكررة، من قبل مجموعات المستوطنين اليهود ممن يسمّون أنفسهم مجموعات "دفع الثمن" في الضفة الغربية المحتلة، موضحًاً أنّ الاستيطان الإسرائيلي أصبح مستشريًاً في كل الأراضي الفلسطينية، ويسير بوتيرة متسارعة على طريق سلب هذه الأرض من أصحابها الأصليين.
وأضاف مصلح: "يجب أن يتحرك العالم العربي والاسلامي والمسيحي بأسرع وقت ممكن، لوقف كل ما يتعرض له المسجد الأقصى، والأراضي الفلسطينية ككل"، وتابع: "من غير المعقول هذا الصمت المريب، ولا أحد يحرك ساكناً".
وأوضح مصلح أن المفاوضات الجارية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي أصبحت في مأزق، مشيراً إلى أن الوضع الفلسطيني غير المريح، وحالة الانقسام المستمرة، ألقت بظلالها بشكل سلبي على الوضع ككل، وأعطت ضوءًا أخضر للاحتلال الإسرائيلي للتمادي في اعتداءاته بحق الأرض والمقدسات والانسان.
وتابع: "علينا أن نكون يدا بيد في مواجهة مخططات الاحتلال الإسرائيلي، رغم أننا كمسيحيين ومع الأسف، أصبحنا أقل من 1% في هذه الأرض بفعل الهجرة التي يعد الاحتلال سببها الأول".
زيارة البابا تجديد للأمل بتحقيق السلام
وفي إطار آخر، اعتبر مصلح أن زيارة البابا فرنسيس إلى الأراضي الفلسطينية والمقررة في 26 و27 أيار المقبل، هي بمثابة تجديد الأمل بتحقيق السلام العادل في الشرق الأوسط، موضحاً أنّ "إسرائيل تحاول كسب الكثير مما تريده على أرض الواقع من خلال هذه الزيارة".
وقال مصلح: "نحن نرحب بأي ضيف يزور القدس والأماكن المقدسة، ليطلع على الواقع المرير الذي نعيشه بفعل الاحتلال، فنحن بحاجة ماسة إلى العالم، وعلى المسيحيين في الشرق الأوسط أن يدركوا ويسمعوا ما يحدث لنا وفي القدس على وجه الخصوص".
وتابع: "من خلال هذه الزيارة لا بد أن يعرف العالم أننا شعب فلسطيني مُعذب في الأراضي الفلسطينية، وعلى الجميع أن يعلم بأن المسيحي لن يرحل من الشرق الأوسط، وسوف نبقى معاً وسوياً مسلمين ومسيحيين حتى نقيم الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف".
وأكد الأب مصلح أن البابا سيحطّ في الأردن ومن ثم بيت لحم ومدينة القدس المحتلة، وكنيسة القيامة، في زيارة تستغرق 48 ساعة، سيلتقي خلالها بالرئيس الفلسطيني محمود عباس، والقيادة الفلسطينية، بطريرك الروم الأرثوذكس في المدينة المقدسة وسائر فلسطين والأردن ثيوفيلوس الثالث، وبطريرك كنيسة اللاتين في القدس وسائر الأراضي المقدسة فؤاد طوال، ورؤساء الكنائس في فلسطين، إضافة إلى عدد من الشخصيات الاعتبارية والوطنية، ورؤساء المؤسسات الفلسطينية.
وأضاف: "من خلال هذه اللقاءات والزيارة، سنضع البابا في كل ما يحدث عن قرب في الأراضي الفلسطينية".