بعد مرور ثلاث سنوات على بداية الازمة السورية، بات ثابتًا أنّ تأثيرها طال كلّ المنطقة وخصوصًا دول الجوار، وفي مقدّمها لبنان الذي يمكن اعتباره أكثر المتأثرين بها، ففي كل مرة كانت تشهد الارض السورية تقدّمًا عسكريًا للجيش السوري و"حزب الله" في وجه جماعات المعارضة السورية المسلحة، كان الردّ يحصل داخل الأراضي اللبنانية عبر أعمال إرهابية تطال المدنيين.
وعند كلّ انفجار داخل الحدود اللبنانية، كان الجيش اللبناني يقف بالمرصاد ويعمل على إفشال خطط الارهابيين في محاولة منه للحدّ من هذه العمليات. ولعلّ أبرز ما يُحسَب لهذه الخطط أنّ هذه الجماعات أصبحت تعاني حاليًا صعوبة في تنفيذ هذا النوع من العمليات في الضاحية الجنوبية التي كانت هدفًا لها أكثر من مرّة، نسبة لما تشكّله من موقع استراتيجي لإيصال الرسائل كونها المعقل الأساس لـ"حزب الله".
وقد ساهمت العمليات الأمنية النوعية التي قام بها الجيش اللبناني، عندما ألقى القبض على عناصر في هذه الجماعات وصفت بأنّها من الصف الاول، الى حد كبير بضبط الوضع. هذا على الصعيد اللبناني، اما في الميدان السوري، فلا شك ان التقدم العسكري للجيش السوري في منطقة القلمون، صعّب عمل هذه الجماعات التكفيرية اكثر فاكثر، تحديدا في المنطقة المذكورة لا سيّما أنّها المُصّدر الاساس للسيارات المفخخة والقاعدة الرئيسية لاطلاق الصواريخ على المناطق البقاعية في لبنان.
ومع تحقيق انجازات امنية استخباراتية نوعيّة حققها الجيش اللبناني، جعلته هدفا اساسيا لهذه الجماعات الارهابية، عمدت المعارضة السوريّة لايجاد طرق بديلة تستهدف من خلالها لبنان. وفي هذا الاطار كشفت مصادر لـ"النشرة" أنّ الجماعات المتطرفة تمكنت من الحصول على طائرات بدون طيار من احدى الفصائل الفلسطينية، التي كانت بدورها قد تلقتها سابقًا من دولة اقليمية حليفة للنظام في سوريا.
وتخوّفت هذه المصادر "من استخدام هذه الطائرات في لبنان لضرب اهداف تابعة لحزب الله والجيش اللبناني، وخصوصا بعد ما افيد عن ادخال بعض هذه الطائرات من سوريا الى لبنان عبر جرود عرسال"، مشيرة إلى أنّ إحدى هذه الطائرات "تم نقلها الى منطقة وادي جاموس في عكار، ليتم تفخيخها عبر خبير متفجرات ليبي الجنسية دخل الى لبنان بطريقة غير شرعيّة وبواسطة جواز سفر تونسي مزور".
ولفتت المصادر إلى أنّ "حزب الله ونسبة لخبرته في هذا النوع من الطائرات، فانه قادر على التعامل مع هذا التهديد الجديد، من خلال امكانية اسقاطها الكترونيا او عبر وسائط أخرى متطورة".
وفي ظل التطورات التي اثبتت ان هذه الجماعات تستهدف كل اللبنانيين، فهل يمكن ان نربط وصول هذا النوع من الطائرات الى لبنان بما كان يحكى عنه قبل فترة عن تحليق مكثف لطائرة استطلاع فوق مقر رئيس أحد الأحزاب اللبنانية؟ وبعد كل ما تقدم هل ستبقى الطبقة السياسية منشغلة بالمناكفات، ام ستلتفت الى المستجدات الامنية التي تطرح نفسها بقوة امام كل المشكلات السياسية؟