يتابع دبلوماسيون امميون وغربيون في بيروت انعكاسات الازمة السورية على الواقع اللبناني عامة والواقع الشيعي بشكل خاص في ظل استمرار مشاركة حزب الله في القتال في سوريا الى جانب النظام السوري وانعكاسات ذلك امنيا واجتماعيا واقتصاديا وعلى الصراع المذهبي السني-الشيعي وما هو موقف الطائفة الشيعية مما يجري؟ ويسألون عن احتمال انسحاب الحزب من سوريا في الافق القريب.
ويطرح هؤلاء الدبلوماسيون الكثير من الاسئلة والاستفسارات حول افاق الوضع اللبناني السياسي والاقتصادي والامني بعد تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة ومدى قدرة هذه الحكومة على انجاز البيان الوزاري ونيل الثقة وما هي الاحتمالات المتوقعة في حال عدم انجاز البيان وعدم نيل الثقة.
كما يهتم هؤلاء الدبلوماسيون باخر المستجدات على صعيد الانتخابات الرئاسية وما هي حظوظ الرئيس ميشال سليمان للتمديد بعد السجال الكبير مع حزب الله حول المقاومة وما هي الخيارات العملية في حال لم تجر الانتخابات الرئاسية في موعدها.
كما دخلت التطورات العسكرية على لائحة اهتمامات الدبلوماسيين بعد الغارة الاسرائيلية على مواقع المقاومة الاسلامية وتهديد حزب الله بالرد على الغارة في التوقيت والمكان المناسبين.
فما هي ابرز اسئلة الدبلوماسيين الاممين والغربيين حول الاوضاع اللبنانية ودور حزب الله في سوريا؟ وكيف ينظرون الى مستقبل الوضع اللبناني في المرحلة المقبلة؟
عن حزب الله ودوره في سوريا
يركز الدبلوماسيون الامميون والغربيون بشكل كبير في هذه الايام خلال لقاءاتهم الاعلامية والخاصة على طرح العديد من الاسئلة التفصيلية حول دور حزب الله في سوريا وانعكاسات ذلك امنيا واقتصاديا واجتماعيا وخصوصا في المناطق التي يتواجد فيها.
كما يركز هؤلاء الدبلوماسيين على معرفة مستقبل العلاقات السنية-الشيعية في ظل استمرار الصراع في سوريا وامتداده الى لبنان والعراق وماهو موقف الطائفة الشيعية عامة والاطراف الشيعية غير الحزبية مما يجري ومدى امكانية بروز مواقف شيعية اعتراضية ضد مشاركة الحزب في القتال في سوريا، وهل ستؤثر الضغوط على مواقف الحزب فتدفعه للانسحاب من سوريا.
ويهتم هؤلاء الدبلوماسيين بجمع المعلومات عن المجموعات الاسلامية الجهادية والسلفية في لبنان وسوريا والخطورة التي تمثلها خصوصا في حال انتقالها الى دول عربية واسلامية واوروبية وكيفية مواجهة هذا الخطر المستقبلي حسبما يعبرون .
ويسأل الدبلوماسيون عن امكانية الوصول الى حلول للازمات القائمة على الصعيد الاسلامي وكيفية دعم منطق الحوار والتواصل كبديل عن خيار العنف والقتال السائد اليوم في اكثر من دول عربية واسلامية ويركزون كثيرا على دور ايران والسعودية في الصراع المذهبي ويسألون عن دور هذين البلدين مستقبلا وامكانية الوصول الى اتفاق فيما بينهما.
الرؤية المستقبلية
لكن كيف ينظر هؤلاء الدبلوماسيين الى مستقبل لبنان وسوريا في المرحلة المقبلة؟
يعتبر هؤلاء الدبلوماسيين ان الازمة السورية طويلة ولا حلول قريبة في الافق وان كانوا يسألون باهتمام عما يمكن ان يقوم به المبعوث العربي والدولي الاخضر الابراهيمي لحل الازمة والعودة للحوار بين النظام السوري والمعارضة السورية.
ورغم اقتناع الدبلوماسيين بان الوضع اللبناني لا يزال تحت السيطرة رغم المخاطر الامنية والاقتصادية والاجتماعية القائمة اليوم ،فانهم يركزون على اهمية نيل الحكومة الثقة وانجاز البيان الوزاري لكي لا يدخل لبنان في ازمة سياسية كبيرة في حال عدم نيل الحكومة الثقة وتأخر حصول الانتخابات الرئاسية.
ويتخوف الدبلوماسيون من مخاطر عودة الصراع بين حزب الله والجيش الاسرائيلي بعد الغارة الاسرائيلية الاخيرة على مواقع المقاومة في البقاع وتهديد الحزب بالرد وهم يسألون عن مدى قدرة الحزب على فتح جبهة جديدة في الجنوب الى جانب قتاله في سوريا وماهو انعكاس ذلك على المناطق التي يتواجد فيها الحزب.
وبالمحصلة يعبر الدبلوماسيون الامميون والغربيون عن قلقهم من التطورات في لبنان وسوريا والعراق ويتخوفون من مخاطر الصراع المذهبي في المنطقة وانتقال خطر المجموعات الاسلامية الجهادية والسلفية الى اوروبا ودول عربية واسلامية وغربية، ويبدو ان افاق الصراع طويلة حسب هؤلاء الدبلوماسيين ولا حلول قريبة وان على اللبنانيين التكيف مع التطورات لحماية بلدهم وتخفيف المخاطر المستقبلية.