بشكر المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد والرئيس السوري بشار الأسد، أنهت رئيسة دير مار تقلا في معلولا الأم بيلاجيا سياف حديثها الى وسائل الاعلام، في أعقاب 3 أشهر من "الضيافة" عند جبهة "النصرة" في القلمون بعدما تم اختطافهن من الدير أثناء هجوم الجبهة على مدينة معلولا الأثرية، 3 أشهر من المفاوضات الشاقة والصعبة، والمد والجزر بين المفاوضين.
وفي معلومات "النشرة" أنه "عندما وصلت اشارات عن قرب الافراج عن الراهبات صباح الأحد الفائت، توجه اللواء ابراهيم الى سوريا قرابة الساعة 9 صباحاً، لاتمام الاتفاق على عملية التبادل، حيث كان قد تم تحديد المكان، بجرود بلدة عرسال قرب حاجز للجيش اللبناني". وأشارت المصادر إلى أنه "عندما حانت ساعة الصفر، تحرّك الامن العام اللبناني لاستلام الراهبات، ووصل الى مكان التبادل، لكن برزت أولى العقبات، حين بدّل الخاطفون رأيهم، واقترحوا تقسيم الصفقة على مرحلتين، فكان الرفض جواب اللواء ابراهيم".
عندها، تتابع المصادر، طلب الخاطفون من الامن العام الدخول الى نقطة ابعد من النقطة المتفّق عليها للتبادل، وهي تبعد عن النقطة المحددة بمسافة تتطلب 20 دقيقة من الوقت للوصول اليها، فرفض الامن العام مجدداً، وعاد الى عرسال، بانتظار اتصال من اللواء ابراهيم لتحديد الموقف.
وهنا كشفت المصادر أن "اللواء ابراهيم طلب من القوة العودة مجدداً الى نقطة التبادل المتفق عليها، وعندما وصل الامن العام بمواكبة من الجيش اللبناني الى المكان، تقدم موكب المسلحين المؤلف من 27 سيارة رباعية الدفع، بعضها مجهز برشاشات "دوشكا". والجدير بالذكر ان عناصر "النصرة" كانوا يرتدون أحزمة ناسفة لتفجير أنفسهم في حال حصول اي طارئ، بحسب المصادر نفسها.
وفي هذا السياق، علمت "النشرة" انه "عندما حان موعد التسليم تقدّم عناصر الامن العام وبرفقتهم إمرأة و3 اولاد وهم زوجة واولاد احد قادة المجموعات المسلحة وهي من الشيشان وزوجها عراقي الجنسية، وكانت قد اعتقلت في القصير من قبل الجيش السوري، فتم التسليم والتسلم في نفس الوقت الذي وصلت فيه السجينات السوريات الى قطر، وهذا السيناريو تم وضعه عند الاتفاق على صفقة التبادل. المصدر أشار الى ان جبهة "النصرة" تقاضت مبلغ 5 مليون دولار من الوسيط القطري.
وفي سياق منفصل، نوه المعاون البطريركي لبطريركية انطاكية وسائر المشرق للروم الارثوذكس المطران لوقا الخوري بـ"جهود الجيش السوري لإطلاق سراح راهبات معلولا، بعد ان ضيّق الخناق على يبرود"، لكنّ اللافت كان تصريح الأم سيّاف التي أشادت بمعاملة "جبهة النصرة" للراهبات، والتي وصفتها بالجيدة، فهل هذا التصريح هو لحفظ شعرة "معاوية" مع الجبهة في ظل استمرار احتجاز المطرانين في حلب يوحنا ابراهيم وبولس اليازجي؟
اذاً اجتمع المال القطري والذكاء اللبناني والمرونة السورية من اجل الافراج عن راهبات السلام، ولا شك في ان التجربة كانت مشابهة لتجربة مخطوفي أعزاز شكلاً، مضموناً واخراجاً. انتهت القصة بنجاح جديد يسجل لـ"العامل في حقل الرب" اللواء ابراهيم باعتراف الام سيّاف، فهل ستأتي الايام المقبلة بأي جديد عن المطرانين المخطوفين والصحافي اللبناني سمير كساب؟