أوضح وزير الخارجية المصرية نبيل فهمي، في دردشة صحافية أن "مصر ستلعب دوراً بقدر الإمكان وتسعى لإنجاز ما في شكل تراكمي ولم أتقدم بوعود لأحد. نحن ملتزمون أن نقوم بدور والنجاح سيتأثر بتطبيق سياستنا".
وشرح فهمي خلفيات التحرك الذي يقوم به انطلاقاً في زيارة لبنان بالقول: "الظرف المصري يشغلنا لكنه بحد ذاته دافع لتنشيط دورنا الإقليمي للاعتبارات الآتية: طموحات المصريين التي لا يمكن تحقيقها إلا إذا كان الوضع المحيط بنا مختلفاً عما هو عليه من اضطراب جنوباً وشرقاً، وهذا لا ينشئ مناخاً يشجع المستثمر الأجنبي كي يأتي الى مصر في وقت نحتاج لنمو اقتصادنا 10 في المئة كل سنة.
صحيح أن طموح المصريين تحسين وضعهم المعيشي لكنهم يحتاجون لدور مضاعف للذي كان قبل 20 سنة ولديهم طروحات ثورية يجب أن نستجيب لها.
حين يقول الناس إن مصر أم الدنيا فعليها مسؤولية قومية تاريخية. المصري لم يكن طموحاً والآن تجاوز هذا الشعور، وهذا حقه أن يطمح لدور بلاده، فهو يمثل ربع العالم العربي".
وأشار الى أن "المسؤولية هذه هي الحفاظ على كيان الدولة المهدد لمصلحة كيانات طائفية بينما الدولة بالنسبة إلينا من منطلقات عصرية هي العروبة التي هي هويتنا الواحدة ونريد ترجمة هذا الهدف الى رسالة عربية إقليمية دولية متحضرة، ويجب ألا يبقى فكرنا محدوداً بالمشاكل اليومية... ويجب أن نتحرك فيما نقوم بإعادة تشكيل الواجهة المصرية للقرن الـ21 ووجودي هنا لأدفع من أجل توجه عربي متحضر، وسطي يساعد على بناء منطقة فيها تنوّر".
ولفت الى أنه "في قمة الكويت ستسمعون الرئيس المصري يقول إن أكثر ما يهدد العربي هو الطائفية والتطرف والإرهاب وتهديدها لمنظومة الدولة في العالم العربي".
وأشار الى أنه "جاء الى لبنان ليس لأقول ما هو الحل والسؤال هو هل نستطيع أن نجذب العقل العربي الى هذه الرؤية؟ فهناك من يريد خطف هويتنا ويحوّلنا الى طائفيين... والعربي بدأ يشكك بمن هو". وأعطى مثلاً في شأن مقاربة بعض الأزمات فأوضح أن "الأزمة بين السعودية وإيران مثلاً إذا نظرنا إليها طائفياً فإننا ندخل في مشكلة، بينما العقلية الوطنية مختلفة عن الناحية الأيديولوجية في المقاربة...".
وشدد فهمي على استقلالية مواقف مصر رغم كل الضغوط عليها والاعتبارات لكن دولة عمرها 7 آلاف سنة فيها ربع العرب تستند الى تاريخها، تستطيع أن تكون لها استقلالية وقد تحتاج الى صديق هنا أو هناك، وحتى لو اختلفت مع الصديق فهي تثق بأنه سيقدر موقفها لاحقاً".
وعن أدوات تنفيذ المشروع الذي يسعى إليه أجاب فهمي: "أن نبدأ بأن يكون لدينا جهات شريكة وأن نضمن أن يكون الرأي العام معنا ثم ننشئ أدوات ملموسة". وأضاف: "وجدت في لبنان حليفاً بالمعنى الفكري وليس السياسي". وعن الحل في سوريا بعد فشل جنيف – 2 أجاب: "ما كنا نفكر به منذ شهر، وهو لم يكن ناجحاً، بات يتطلب المراجعة مع أزمة أوكرانيا".
وعن الخلافات بين دول خليجية وقطر، أوضح أن "نحن أول من أثرنا موضوع الإرهاب. ولم تكن القصة أن مصر زعلانة من قطر، بل كانت ما هو موقع قطر في العالم العربي؟ وأن تسحب 3 دول خليجية سفراءها من قطر بعد أشهر من سحبنا السفير دليل على حجم المشكلة".
وشرح فهمي العلاقة بين القاهرة وواشنطن فقال: "زرت مرتين موسكو ووزير الخارجية الروسي زار القاهرة وهذا له معنى سياسي وأنا قلت في الأمم المتحدة إننا نريد ضمان احتياجات الأمن القومي المصري في شكل متواصل ومستقل".
وتابع: "أنا أعلنت أنني أتبنى سياسة تعدد الخيارات وتنوعها وهذا ليس عداء لأميركا... ونحن لا نستبدل أميركا بروسيا لأننا بهذا لا نستفيد. وقلنا هذا الكلام في موسكو على مسمع من الوزير لافروف احتراماً لمصر. ومن يعتقد أننا نستبدل هذا وذاك لا يحترم توجهات مصر".
وأوضحت مصادر الذين التقوا فهمي أن "ليست لديه أفكار جاهزة أو اقتراحات وفضّل الاستماع الى الشرح الذي قدمه الأفرقاء عن تعقيدات الوضع اللبناني".
وخلال زيارة لبري سمع الأخير منه اهتماماً متجدداً بالوضع اللبناني. وقوله "لقد تأخرنا على لبنان. ونحن مهتمون باستقراره".
لكنه ركز، مع تأكيده نية المساعدة على ضمان الاستقرار، على "وجوب أن تبذل القيادات اللبنانية الجهد الأساسي المطلوب في هذا المجال".
وعبّر فهمي عن تقدير مصر الخاص لدور بري في هذا السياق، موضحا له أن "هذا تقدير قديم وليس جديداً في سياسة القاهرة".