هي النبعة، من المناطق الأكثر فقراً في لبنان والتي أضحت ملجأ لعدد من العمال الاجانب من جنسيات آسيوية وأفريقية يعيشون الى جانب اللبنانيين، وقد زاد على هؤلاء النازحون السوريون الذين وجدوا في تلك البيوت الملتصقة بعضها ببعض ملجأ يأويهم من نيران الحرب المشتعلة في سوريا. من رحم هذا المشهد ولدت جمعية "بيتنا" التي سعت ومنذ إنشائها الى تغيير هذه الصورة وإدخال الفرح الى قلوب أطفال النبعة على مختلف جنسياتهم.
تتحدث الأم تريزيا عن الأطفال الذين يقصدون الجمعية بحماسة كبيرة، وتقول "اليوم زاد عددهم بعد النزوح السوري الى لبنان، ولا نستطيع الا أن نهتم بهم ولو كانوا من جنسيات أخرى، فنحن عشنا الحرب ونعرف المعاناة في ظل أزمة كهذه"، وتتساءل "ما ذنب الطفولة حتى نفرقهم عن أولادنا؟، همنا الوحيد هو إدخال البهجة الى قلوبهم بمختلف الوسائل والنشاطات التي ننظمها لهم".
في كل عام تحيي الجمعية عيد الأم بالإحتفالات الموسيقية، الا أنها أرادت هذا العام العيد مختلفاً عن السنوات التي خلت فقررت الإستعاضة عن كلّ ذلك بمعرض يضم أعمالا يدوية صنعها الأولاد على مدار السنة. وفي هذا الاطار تلفت الام تريزيا في حديث لـ"النشرة" الى أن "الجمعية تنظم عدة نشاطات، ومنها ما يسمى "المكتبة" ونسعى فيه الى إشعار الأولاد أن الكتاب هو صديق ومن هذا المنطلق قررنا إقامة المعرض من صنع يديهم بمناسبة عيد الأم". أما جورجيت سعادة وهي إحدى الأمهات المتطوعات للإهتمام بأولاد المركز فتروي فرحهم في ذاك اليوم وهم يشاهدون وذوويهم ما صنعوه، وتلفت الى أن "المعرض استغرق وقتاً للتحضير له"، وتضيف: "ما يميز الإحتفال هو أن كلّ "الضيافة" هي من صنع الأمهات وذلك حتى يتشارك الكلّ في صنع هذا الحفل".
على وقع الموسيقى غنى الأولاد وفرحوا، ونسوا لوقت كلّ الأسى الذي لحق ويلحق بهم. مسيرة "بيتنا" مستمرة لتبقى عنواناً لمكافحة البؤس، فتغذي إرادة الصمود والبقاء!
اعداد:باسكال ابو نادر
تصوير تلفزيوني:يورغو رحال