أشارت صحيفة "البعث" السورية إلى أنه "على عادته في ممارسة النفاق السياسي، أمعن الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، من على منبر قمة الكويت، في إظهار الحرص الزائد على الأمن القومي العربي، لكنه لم يقل شيئاً عن الانتهاك الخطير الذي يتعرض له هذا الأمن جراء العدوان الإرهابي المستمر على سوريا منذ ثلاثة أعوام، وإقدام رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان مؤخراً على التدخل العسكري المباشر في منطقة كسب، كما أن ذلك الحرص المزعوم لم يمنع خادم الرجعية العربية من تكرار مطالبة مجلس الأمن بالتدخل في سوريا، وإصدار قرارات مُلزمة بشأنها، وكأن هذا التدخل الذي خبرنا جيداً نتائجه الكارثية في العراق وليبيا وغيرهما ليس انتهاكاً سافراً ومدمراً لذلك الأمن".
وأضافت: "الحقيقة أن القمة التي اختارت شعاراً لها: "التضامن من أجل مستقبل أفضل"، كانت قمة النفاق السياسي الذي حفلت به كلمات الأمين العام للجامعة العربية والأميرين السعودي والقطري وغيرهم ممن استمروا في اللهاث البائس وراء سراب إسقاط الدولة الوطنية العربية السورية، أما التضامن المزعوم فلا أحد صدّق أنه شعار حقيقي لقمّةٍ استمرت في تغييب الحكومة السورية الشرعية، والتعامل مع "الائتلاف" الإرهابي الذي اغتصب حق تمثيل الشعب السوري بفعل مؤامرة دولية وإقليمية دنيئة معروفة. وبدلاً من أن تقوم بتصحيح الخطأ الفادح الذي ارتكبته القمة السابقة بإعطاء مقعد سوريا الى "الائتلاف"، فتُنهي تعليق عضوية دمشق في الجامعة، وتعيد لها مقعدها بشكل نهائي، سمحت قمة الكويت لرئيسه بإلقاء كلمة فيها، وأصدرت قراراً يمكّن عصابة "الائتلاف" من المشاركة في اجتماعات مجلس الجامعة استثناء من القواعد المعمول بها اعتباراً من الدورة المقبلة، ما يبدو أنه مخرج قانوني لُفّق خصيصاً لإرضاء أعداء سوريا ولاسيما المملكة الوهابية التي استغرب ولي عهدها في كلمته خلو المقعد السوري من عميلها الائتلافي".
وأضافت: "في إعلان القمة، تبدّى النفاق السياسي بوجه خاص في الموقف مما يجري في سوريا ومن موضوع الإرهاب، فبقدر ما كان سخياً في إدانة ما سمّاه "النظام" وتحميله مسؤولية كل الشرور التي تُقترف في سوريا، وتلميع صورة "الائتلاف" والتأكيد على دعمه، سكت الإعلان سكوتاً تاماً عن الجرائم والمجازر البشعة التي ترتكبها المجموعات الإرهابية بحق الشعب السوري".
ولفتت إلى أنه "مع حرصه على إدانة الإرهاب إدانة عامة، تعمّد الإعلان ألا يقول كلمة واحدة عن الإرهاب التكفيري الذي يضرب سوريا، وهذا هو جوهر ازدواجية المعايير التي دأبت الدول المتورطة في سفك الدم السوري، وفي مقدمتها السعودية، على ممارستها، فكانت تجرّم الإرهاب وتحاربه في ديارها، وتشجعه في سورية وتمدّه بما يلزم من وسائل الاستمرار علّه يتمكن من تغيير موازين القوى على الأرض، كما تمنى الأمير السعودي، معترفاً بذلك اعترافاً غير مباشر بتورط بلاده في دعم الإرهاب الذي يستهدف سورية والسوريين".
وأضافت: "إنها حقاً قمة النفاق السياسي الذي لا يمكن لما جاء في إعلانها من كلام إنشائي معسول أن يُخفيه، وطالما استمرت جامعة أصحاب الفخامة والسمو والمعالي والسعادة في موقفها الشائن من سوريا العروبة والمقاومة، فلن يصدقها أحد، ولن تستحق القمة العربية اسمها".