تضامناً مع أهالي بلدة "كسب" السورية، أقفلت المحال التجارية والمصارف والمؤسسات والمدارس في منطقة برج حمود من الساعة الثانية عشرة ظهراً وحتى الثانية من بعد الظهر، وذلك بالتجاوب مع دعوة الأحزاب الأرمنية الثلاث: الطاشناق والهنشاك والرمغافار.
واعتبرت هذه الأحزاب الثلاث في بيان صادر عنها أن "بلدة "كسب" عانت في أقل من قرن من تهجير لثلاث مرّات "على يد تركيا أو بتواطؤ تركي مباشر"، داعية المجتمع الدولي إلى "الضغط على تركيا ولجم دورها في إلحاق الأذى بشعبنا والعمل على تمكينهم للعودة إلى ديارهم".
الإلتزام بالإقفال كان شبه تام في مختلف الشوارع في برج حمود، والتجار الذين التقيناهم أكدوا أن هذا التحرك هو كرسالة موجهة إلى أهالي "كسب" الذين تعرضوا بحسب أحد موظفي المحال التجارية ابراهيم كشاكش "إلى هجمة من قبل الأتراك، وهم أبرياء لا ذنب لهم". ويقول: "الأتراك يساعدون جبهة النصرة ولولا مساعدتهم ما كانوا ليدخلوا إلى تلك البلدة".
أما التاجر جيا رشخنيان، الذي يؤكد تضامنه التام والتزامه في هذا التحرك، فيعتبر أن رسالة التحرك اليوم تتوجه أكثر إلى الدول الكبرى وإلى المجرمين لينظروا إلى ما يجري، ويتابع: "الرسالة هي لأوروبا وأميركا، ولكنهما مجرمتين".
وإلى جانب المؤسسات التجارية، أقفلت المدارس الأرمنية وغير الأرمنية في المنطقة منذ الثانية عشرة أيضاً. وفي هذا الإطار، يشرح الطفل السوري ساكو، الذي أتى من حلب "هرباً من القذائف"، أن "المدرسة أقفلت لأن المنازل في "كسب" أصبحت كلها مدمرة على الأرض"، مشيراً إلى أن "ما يجري هناك هو إنفجارات وصواريخ".
وفي هذا الإطار، يؤكد عضو اللجنة المركزية في حزب الطاشناق أواديس كيدانيان، في كلمة ألقاها أمام الإعلام، أن إقفال المحال والمؤسسات هو "لإعلاء الصوت وللتذكير بأن تركيا ما زالت كما هي، وريثة للسلطنة العثمانية ولنهجها الذي لم يتغيّر منذ 500 سنة"، موضحاً أن "تركيا اليوم تمارس سياسة عنصرية ضد كل الناس والأرمن بشكل خاص". ويعتبر أن "ما جرى في "كسب"، هو إعادة للمجازر الأرمنية بعد 100 سنة".
تقرير: مارسيل عيراني
تصوير تلفزيوني: يورغو رحال