لفت راعي أبرشية البترون المارونية المطران ​منير خيرالله​ الى ان "البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي قدم المذكرة الوطنية التي أعلنها من بكركي في 5 شباط 2014 على أنها " إرادة الكنيسة المارونية أن تضع هذه المذكرة، ونظرها متجه نحو سنة 2020، لتشدد على استمرار فعل إيمانها بلبنان، بلدا مشدودا إلى المستقبل، أعطى لأبنائه وعدا ومهمة، بما أنهم أرادوه وطن الإنسان ووطنا نهائيا لجميع أبنائه".

وأوضح في كلمة ألقاها في خلال ندوة نظمها "لقاء الشباب البتروني" بعنوان "مذكرة بكركي الوطنية ... أبعاد وآفاق"، أن "ما نقف على مسافة ست سنوات من الاحتفال بالمئوية الأولى على إعلان دولة لبنان الكبير في سنة 1920، نذكر أن هذا الإعلان أنجزته جهود البطريرك الياس الحويك، الذي حمل إلى مؤتمر السلام في فرساي- فرنسا سنة 1919، أماني اللبنانيين المشتركة في تحقيق وطن يليق بالإنسان".

وتابع: "هذا التطور الهام الذي يشدد على الهوية الوطنية السياسية بدلا من الهوية الوطنية الدينية، يجدر التوقف عنده كظاهرة تحول في التفكير السياسي للموارنة وللبنانيين. وهذا ما يشدد عليه البطريرك الراعي في المذكرة الوطنية، ويظهر أن البطريركية المارونية لا تستطيع إلا أن تكون وفية للمسار التاريخي وللتطور السياسي والوطني الذي رسمه شعب لبنان وقادته، وعلى رأسهم البطاركة العظام".

من جهته، تحدث الوزير السابق ​روجيه ديب​ في الندوة ذاتها، عن مراحل تحضير المذكرة ومضمونها، فلفت الى أنها "ثمرة جهد مشترك بين الاكليروس والعلمانيين"، متناولا "عودة الكنيسة الى هذا النوع من الوثائق". ورأى أن "هذه العودة هي بحد ذاتها علامة بأن الشعب اللبناني والمسؤولين عنه لم ينجزوا بعد صناعة الدولة التي تليق بالمشروع اللبناني وأن حالة الدولة، باعتراف المسؤولين عنها، هي في حالة الوهن الشديد والكنيسة لن تقف مكتوفة الايدي تجاه ذلك".

وعن توقيت انجاز المذكرة أشار الى أن "البطريرك الراعي يصر على المسيحيين أن يقولوا كلمتهم، لجمع اللبنانيين حول لبنان بعد أن انجر بعضهم، ومن كل الأفرقاء، في حروب خارج لبنان وعيونهم شاخصة الى مشاريع تتعدى الكيان. كذلك نحن على أبواب المئوية لإعلان دولة لبنان الكبير في سنة 1920، والوضع السياسي والمؤسساتي ينذر بالخطر الداهم. إنها صرخة حراس الكيان، فالصراع السني الشيعي هو مهدد للكيان والدولة، لذا هو مهدد للوجود المسيحي. وقد جاءت هذه المذكرة ونحن في عهدة رئيس جمهورية جديد، والمذكرة جاءت بناء لطلب كثيف من جميع اللبنانيين لكي تقول بكركي كلمتها باسمهم جميعا".