قد يختلف البعض على تقييم سير المعارك في سوريا، وخصوصًا خلال الأيام الأخيرة التي شهدت توسّعها على كل الجبهات داخل الأراضي السورية، إلا أنّ الأكيد أنّ الجيش السوري بدأ في الحسم بعد أن أدّى ثباته طوال فترة الأزمة السورية إلى خلط الأوراق في المنطقة.
وبما أنّ الميدان كان دائماً له الصوت الأعلى في كل الصراعات، فإنّ التطورات الميدانية التي شهدها الشمال السوري، لم تكن بالسهلة خصوصاً أن جبهة حلب واللاذقية قد فتحتا في وقت واحد، إلا أن تقدم الجيش السوري و"حزب الله" لم ينسهما رنكوس إحدى أهمّ المدن المحاذية للحدود اللبنانية، وآخر مدن القلمون التي كانت مصدر العبث في الأمن اللبناني.
فما شهدته الساعات الأخيرة، من بروز مفاجئ لمعركة رنكوس على شكل أنها شارفت على النهاية، كانت الأنظار متجهة نحو جبهة الشمال، وفي هذا السياق أكدت مصادر لـ"النشرة" أنّ "حزب الله" والجيش السوري كانا قد اقتحما مدينة رنكوس من المحور الغربي وتمت السيطرة على حي السكان بعد اشتباكات عنيفة مع مقاتلي جبهة "النصرة" و"جيش الاسلام"، كما أكدت المصادر أن "هذا التقدم يأتي تزامنا مع قصف مدفعي عنيف على المدينة استهدف تجمعات المعارضة المسلّحة وتحصيناتها، كما أنه تم قصف مراكزها في نفس الوقت شرق المليحة في الغوطة الشرقية بريف دمشق تزامنا مع قصف رنكوس".
هذا وكشفت مصادر لـ"النشرة" أن "مفاوضات اللحظة الأخيرة في مدينة الرنكوس بدأت، يقودها عدد من فعاليات البلدة بطلب من قائد "جيش الاسلام" زهران علوش، من أجل تسليم البلدة للجيش السوري بعد الضربات القوية والتقدم الذي أحرزه "حزب الله" والجيش النظامي السوري". وهنا شددت المصادر على أن "الأخير اشترط تسليم جيمع المسلحين واسلحتهم الموجودين داخل المدينة".
هذا وقد بدأت بالفعل عمليات الاستسلام الجماعية عبر مكبرات الصوت، كما أفادت المصادر "أنّ معركة استعادة رنكوس ستتم على ثلاث مراحل"، مشيرة إلى أنّ "السيطرة الكاملة على المدينة سيعلن عنها خلال الساعات القادمة".
وبنهاية معركة رنكوس تكون جبهة القلمون قد انتهت بشكل نهائي ما قد يعيد النظر الى الجبهات الأخرى.