أعرِبُ نقيب الأطبّاء أنطوان لطف الله البستاني، في حديث صحفي عن استيائه من أسلوب "التسخيف" و"التسطيح" في التلاعب بصحّة المواطن، وتحديداً في لبنان، مسارعا إلى قرع ناقوس الخطر قبل أن يتحوّل اللجوء إلى الخدمات الطبّية الإلكترونية إلى رهجة لدى اللبنانيين كما في الدول الأجنبية، قائلاً: "ما مررنا به في لبنان من تجارب لم يكن مشجّعاً أبداً، ولم نكن لنبلغ هذا المصير لولا وجود حماية سياسية أو طائفية، حتى الآن لم نتخلّص من تداعيات موجة الأعشاب الطبّية والبرامج التلفزيونية المروّجة لها. أضِف إلى ذلك ما نشهده من نموّ لمحلّات تجارية مخصصة للتجميل أو التدليك، توسِّع خدماتها تدريجاً لتلامس المجال الاستشفائي الطبّي من دون حسيب... حتى جاءت المنتديات والمواقع الإلكترونية التجارية المتلطّية بعباءة الطبّ، لتزيد الطين بلّة، موهِمةً زائريها بأنّها عيادات إلكترونية".
وأشار البستاني إلى تأثير "المجانية" في ازدياد روّاد مواقع الخدمات الطبية التي تقدمها المواقع الإلكترونيّة، بموازاة باقي التسهيلات التي أدخلتها التكنولوجيا وثورة الإتصالات. وشدد على أنَّ "صحّة المريض مِش مَزحة"، محذّر من "خطورة التشخيص الإلكتروني"، قائلا: "مهما يكن المريض بارعاً في اختيار كلماته لتوصيف حالته، فقد يتجاهل مؤشرات يعتبرها بسيطة، إنّما في الحقيقة هي أساسية بالنسبة إلى الطبيب، ويمكن أن تؤثّر في صحّته، لذا وبصرف النظر عن طول لائحة الأسئلة التي قد يُطلب من المستخدمين تعبئتها حول صحّتهم قبل طرح استفساراتهم، فهذا ليس كافياً، إذ لا بدّ من التشخيص السريري".
وتوجّه إلى كلّ مريض قائلاً: "يمكن اللجوء إلى الانترنت للتثقيف الذاتي ليس أكثر، شرط التنبُّه إلى أنّ كثرة المعلومات قد تزيد المريض توتّراً وقلقاً نتيجة نقص في المعلومة الطبّية الإلكترونية".