حزمت السيدة الأولى وفاء سليمان حقائبها ونقلت معظم أغراضها إلى منزلها في بلدة عمشيت منذ أكثر من شهر، هي لن تنتظر عشية الرابع والعشرين من أيار المقبل كي تغادر قصر بعبدا بالرغم من علمها أن القصر سيبقى فارغا لمدة من الزمن بسبب تعذر انتخاب رئيس جديد للبلاد، ولعدم تمكّن زوجها من تسويق نفسه كرئيس يُمَدّد له قسرًا.
في السنوات الـ6 الماضية، لعبت سليمان دورها كسيدة أولى على غرار السيدة السابقة اندريه لحود، فشاركت بمناسبات اجتماعية وانسانية وأقامت مناسبات مماثلة في القصر الجمهوري، لكن ما ميّز عهد وفاء سليمان هو مواكبتها للرئيس في مجمل زياراته التي وصفت بـ"الماراتونية" الى أصقاع العالم.
اندريه لحود عملت بصمت، في وقت لم تترك وفاء سليمان بصمة تُذكر، ولعل طلة السيدة التي سبقتهما الى قصر بعبدا، منى الهراوي، كانت أشبه بمحرّك لم يهدأ على عكس السيّدتين أندريه ووفاء، إلا أنها لن تتمكن، ودون أدنى شك من التأثير على وهج زوجة رئيس تيار المردة ريما فرنجية وزوجة رئيس "القوات اللبنانية" النائب ستريدا جعجع في حال نجاح اي منهما بالانتقال الى القصر الجمهوري في بعبدا.
وتشبه فرنجية الزوجة الى حد بعيد النائب جعجع، فالأولى التي خطفت قلوب المشاهدين كمذيعة على شاشة "المؤسسة اللبنانية للارسال" وقلب الوزير السابق سليمان فرنجية، نجحت في المرحلة الماضية باثبات نفسها كسيدة أولى في الشمال اللبناني من خلال نشاطاتها اليومية التي أسهمت بانماء المناطق حيث نفوذ آل فرنجية... سيدة بنشعي أفضل من قد يتبوأ منصب السيدة الأولى بنظر القسم الأكبر من اللبنانيين، الذين وان لم يوافق بعضهم على مواقف الوزير السابق فرنجية وبالتالي على رئاسته للجمهورية، فهم لا شك لن يمانعوا بأن تمثل ريما المرأة اللبنانية في دول العالم.
سيدة بنشعي التي لم تدخل المعترك السياسي يوما، تنافسها على منصب السيدة الأولى النائب ستريدا جعجع التي لا يختلف حلفاء وأعداء رئيس "القوات" على نجاحها في المعترك السياسي خلال فترة اعتقال جعجع كما مرحلة انتخابها نائبا.
ولم يحجب جعجع بعد خروجه من السجن وهج ستريدا، بل دفع بها وأكثر من مرة الى الواجهة ليقينه بأنها قادرة على تحقيق نجاحات في ملفات قد لا ينجح بها هو أو قواتي آخر.
ولعل الخطاب الاخير الذي ألقته جعجع من مجلس النواب حين مدت يد "القوات" بطريقة غير مباشرة لـ"حزب الله" وبعدها الزيارات التي تقوم بها الى رؤساء الكتل النيابية لتسليمهم برنامج جعجع الانتخابي، أشبه ببروفا لما ستكون عليه ستريدا خلال فترة توليها منصب السيدة الأولى، فهي لا شك لن تحصر عملها بالشق الانساني والاجتماعي بل قد تؤسس لمرحلة تولي سيدة لمنصب رئاسة الجمهورية.
بعيدا عن ريما فرنجية وستريدا جعجع، أسماء مرشحة أيضا لتولي منصب السيدة الأولى، كزوجة رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" ناديا الشامي التي لطالما فضلت البقاء خلف الأضواء وبالكواليس... تجربتها في قصر بعبدا قد تشبه وفي حال تمت الى حد بعيد تجربة اندريه لحود ووفاء سليمان، لكن مقربين منها، يفضلون دوما وعند الحديث عنها تكرار المثل القائل: "وراء كل رجل عظيم امرأة".