بعد أن كانت عمليات الإغتيال في مخيم عين الحلوة تستهدف، في معظم الأحيان، عناصر من حركة "فتح" أو مقربة منها، عاد التوتر إلى المخيم من جديد في الأيام الأخيرة من خلال عمليات الإغتيال التي يتعرض لها عناصر ينتمون إلى التنظيمات الإسلامية المتشددة.
وتشير مصادر فلسطينية، من داخل عين الحلوة، إلى أن هذا التوتر ظهر في أعقاب عملية إغتيال مساعد بلال بدر المدعو علي نضال خليل في حي الصفصاف في المخيم فجر الإثنين الماضي، ومن ثم محاولة اغتيال متهم بالإنتماء إلى "كتائب عبدالله عزام" المدعو محمد جمعة، في أحد أزقة سوق الخضار فجر الأمس.
وتوضح هذه المصادر، في حديث لـ"النشرة"، أن فاعليات المخيم عملت على تطويق الحادثتين منعاً لحصول أي توتر جديد، خصوصاً بعد الأحداث الأخيرة التي شهدها مخيم المية ومية قبل أيام قليلة، وتشير إلى أن هناك تشديداً على ضرورة العودة إلى المبادرة الفلسطينية التي تم توقيعها من مختلف القوى من أجل منع تدهور الأوضاع في أي لحظة، خصوصاً أن خليل هو أيضاً إبن شقيقة أحد أبرز مسؤولي حركة فتح الإسلام في المخيم أسامة الشهابي، وأحد الفارين الستة من مجموعة بدر الذين أصدر قاضي التحقيق العسكري مؤخراً بحقهم أحكاماً بالإعدام بجرم تأليف عصابة مسلحة والقيام بأعمال ارهابية وحيازة اسلحة ومتفجرات.
من ناحية أخرى، تبدي مصادر فلسطينية أخرى في المخيم مخاوفها من وجود جهات تعمل على توتير الأوضاع في عين الحلوة لأهداف محددة، وتلفت إلى أن ما يحصل قد يندرج ضمن أكثر من سيناريو مع ترجيح أحدها، الذي ترى أن الظروف المحيطة لبنانياً وإقليمياً تدفع إلى توجيه الأنظار نحوه بشكل أكبر.
وتشير هذه المصادر، في حديث لـ"النشرة"، إلى أن ما يحصل يمكن أن يأتي بشكل عام في سياق الصراع الإسلامي الإسلامي في المخيم أو في إطار سعي بعض الجهات العائلية المقربة من حركة "فتح" إلى الإنتقام لمقتل عدد من أبنائها، لكنها ترى أن من المرجح أكثر أن يكون هناك قرار قد اتُخذ بالتخلص من هؤلاء العناصر بأي ثمن حتى لو كان ذلك بالقتل، من دون إغفال إحتمال أن يكون الهدف من كل ذلك إشعال فتنة في المخيم.
وفي هذا الإطار، تؤكد هذه المصادر أن ليس هناك من دلائل تشير إلى الجهة التي تنفذها، إلا أنها تعتبر أن هناك أطرافاً عديدة قادرة على القيام بذلك، خصوصاً في ظل وجود أجهزة إستخبارات إقليمية وعالمية متعددة تعمل في عين الحلوة كما هي موجودة على الساحة اللبنانية.
وتلفت المصادر إلى أنه داخل المخيم المذكور هناك الكثير من الصراعات التي تطفو على السطح، منها الداخلية في حركة "فتح" ومنها ما هو قائم بين الحركة وبعض الفصائل المتشددة، بالإضافة إلى صراعات أخرى بين الفصائل عززتها الأوضاع الإقليمية المتوترة في السنوات الأخيرة، وترى أن هذا الواقع يشكل أرضية مناسبة من الممكن أن تستخدمها أي جهة لديها مصلحة في توتير الأوضاع أو لديها برامج معينة.
في المحصلة، تحرص المصادر الفلسطينية على التأكيد أن أياً من السيناريوهات هذه لا يمكن الجزم بصحته بشكل مطلق، إلا أنها تشدد على أن في هذه "اللعبة" ليس هناك ما يحصل بالصدفة، وتؤكد أن ما يجري لم يعد يشكل أي خطر على الأمن اللبناني بشكل عام.