إلى الغوطة دُر... مصطلح قد يكون أقرب إلى اللغة العسكرية من الكتابات الصحفية، ولكن في الأزمة السورية، كلما برزت منطقة بات من الأكيد الاعلان عن استعادتها من قبل الجيش السوري و"حزب الله".
إذاً هي الغوطة في ريف دمشق الشرقي التي لطالما هدد رئيس الاستخبارات السعودية السابق بندر بن سلطان بسقوط دمشق عن طريقها بحكم محاذاتها للعاصمة السورية. وبالتالي كان من المتوقع ان تبدأ الحملة على هذه المنطقة خصوصا بعد انتهاء معركة القلمون، الامر الذي جعل منطقة الغوطة بين فكي الجيش السوري و"حزب الله" من كافة الاتجاهات.
وعلى اعتبار أنّ الغوطة يتمركز فيها أكثر من 16 ألف مقاتل حسب إحصائيات غربية، فلا يمكن ان تكون عملية استعادة السيطرة عليها من قبل الجيش السوري و"حزب الله" بالامر البسيط. لذلك فإننا نجد أنّ غرفة العلميات العسكرية المشتركة إعتمدت تنسيقاً جديداً يرتكز على الكمائن التي يتم تنفيذها عبر تشريكة عبوات تزرع في أماكن تواجد المعارضة السورية المسلّحة.
وعلى اعتبار أنّ مرحلة استهداف المعارضة في الغوطة مستمرّة منذ فترة على وتيرة واحدة، فقد أكّدت مصادر لـ"النشرة" أنّ "يوم أمس شهد أعنف قصف طال تجمعات المسلحين في الغوطة بطرق مختلفة"، كاشفة بان "الجيش السوري وحزب الله تمكنا في أقل من 24 ساعة من أن يوقعا مسلحي "جيش الاسلام" في كمينين محكمين، الأوّل قرب بركة العتيبة، والثاني في بساتين دوما في الغوطة الشرقية بريف دمشق مما أدى إلى مقتل وأسر العشرات".
وأشارت المصادر إلى أن "السلاح الأكثر استعمالاً كان المدفعية التي تستخدم لضرب مواقع وتحصينات المعارضة بناء على احداثيات من طائرات الاستطلاع التي يستخدمها حزب الله في هذه المعركة"، لافتة الى "مقتل عدد من مسلحي جيش الإسلام بعد إستهدافهم بالمدفعية على طريق زبدين-المليحة، واستهداف الأبنية التي التجأ إليها هؤلاء، وقد طال القصف بساتين المليحة وكفربطنا وسقبا وعربين بالتزامن مع إشتباكات عنيفة على كافة محاور المليحة مع الجيش السوري وحزب الله وعلى محور التاميكو والإستيلاء على عدد من الأبنية هناك".
هذا وأكدت المصادر بأنّ "سلاح الجو في الجيش السوري إستهدف تحصينات المسلحين في الحمورية ودوما والمليحة في الغوطة الشرقية بسلسلة من الغارات، كما أن الطائرات السورية استهدفت تحركات لآليات المعارضة في المليحة ممّا أدّى إلى مقتل العشرات منهم"، كاشفةً بأنّ "الإشتباكات أثمرت عن سيطرة الجيش السوري وحزب الله على أبرز النقاط في المليحة"، مؤكدةً بأنّ "الأيام المقبلة ستحمل مفاجآت كبيرة وتمهيدًا لما يُحضّر"، مشددة على أن "ما يجري هو تكتيك جديد يتم إستعماله في الغوطة حيث يكون الإرتكاز فيه على إستهداف أكبر عدد من المسلحين معتمدين على صور "ايوب" أي طائرات الاستطلاع".
إذاً هي ليست مجرد معركة يخوضها الجيش السوري و"حزب الله" في المناطق السورية التي تقع تحت سيطرة المعارضة، كما أن هذه الازمة أظهرت عدد المسلحين داخل سوريا في ارقام كان يعتبر العديد من المراقبين انه مبالغ فيها. وعلى اعتبار أنّ مجلس الشعب السوري كان قد حدّد الثالث من حزيران كموعد للإنتخابات الرئاسية في سوريا، فقد رجّحت المصادر بأن "الغوطة الشرقية قريباً ستصبح عيونها خضراء؛ وهو المصطلح الذي تستعمله القيادة العسكرية بعد استعادة اي منطقة".
إذاً هي معركة يخوضها النظام في سوريا على الصعيدين السياسي والعسكري في نفس الوقت والايام المقبلة ستكون وتيرتها متصاعدة وتحاكي مستقبل سوريا للأعوام المقبلة.